Fasahar Iraniyya a Zamanin Musulunci
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي
Nau'ikan
ولما سقطت الأسرة الإيلخانية سنة 736ه/1336م، استولى بنو جلائر على جزء كبير من أملاكها ولا سيما العراق وغربي إيران؛ فقامت في عاصمتهم، بغداد، حركة فنية مباركة، ولم تلبث أن امتدت إلى تبريز حين خضعت لهم منذ سنة 760ه/1359م. وكان السلطان غياث الدين أحمد بهادر الجلائري (784-813ه؛ أي 1382-1410م) من أكبر هواة المخطوطات الثمينة؛ فشمل برعايته فنون الكتاب.
وفي المكتبة الأهلية بباريس نسخة إيرانية من كتاب عجائب المخلوقات للقزويني، كتبت لمكتبة هذا السلطان سنة 790ه/1388م بخط «نستعليق»، الذي ظهر في مدينة تبريز قبل تاريخ هذا المخطوط بوقت قصير، فلعل هذه النسخة من «عجائب المخلوقات» قد صنعت في تلك المدينة.
كما يمكننا أن ننسب إلى تبريز أيضا مخطوط شهير من «جامع التواريخ» لرشيد الدين - محفوظ الآن في المكتبة الأهلية بباريس - ولعله يرجع إلى نهاية القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).
18
ونرى في صور هذا المخطوط بعض المميزات الفنية التي تزداد ظهورا في القرن التالي، ولا سيما تزيين الأرضية بشجيرات مزهرة وتجميل الملابس برسوم مذهبة.
وصفوة القول أن المدرسة التي ازدهرت في العراق وغربي إيران على يد بني جلائر، هي حلقة الاتصال بين المدرسة الإيرانية المغولية والمدارس التيمورية.
ومن أبدع الآثار الفنية التي خلفتها المدرسة الجلائرية في بغداد، مخطوط جميل من قصائد خواجو كرماني في شرح غرام الأمير الإيراني هماي بهمايون ابنة عاهل الصين، وهو محفوظ الآن بالمتحف البريطاني، وقد كتبه الخطاط المشهور مير علي التبريزي في بغداد سنة 799ه/1396م، وعلى إحدى صوره اسم المصور «جنيد نقاش» السلطاني نسبة إلى السلطان أحمد الجلائري، الذي اشتغل هذا الفنان في بلاطه. وتبدو في هذا المخطوط كل الظواهر الفنية التي امتازت بها المدرسة التيمورية في التصوير؛ فرسوم الأشجار والزهور غاية في الإبداع، وصور الأشخاص روعي فيها جمال النسبة والارتباط بالوسط الذي تقوم فيه؛
19
فكانت الخطوة الأولى للصور التي رسمت بعد ذلك في شيراز، وغلبت عليها الرسوم الطبيعية الخالية من الصور الآدمية والحيوانية.
وفي مكتبة طوب قابو سراي بإستانبول مخطوط من الشاهنامه، كتب في شيراز سنة 772ه/1370م حين عاش في هذه المدينة الشاعر الكبير حافظ الشيرازي ( ∆
Shafi da ba'a sani ba