Fundamentals and Methods of Da'wah 3 - Al-Madinah International University

Medina International University d. Unknown
92

Fundamentals and Methods of Da'wah 3 - Al-Madinah International University

أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة

Mai Buga Littafi

جامعة المدينة العالمية

Nau'ikan

كان من الحكمة تلقاء ذلك أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية؛ لئلا يفاجئ أهل مكة بما يهيجهم. الرعيل الأول: وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول ﷺ أولًا على ألصق الناس به من أهل بيته وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام، ودعا إليه كل من توسم فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول ﷺ وجلالة نفسه، وصدق خبره، جمعٌ عُرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم: زوجة النبي ﷺ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ﵂، ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وابن عمه علي بن أبي طالب، وكان صبيًّا يعيش في كفالة الرسول ﷺ، وصديقه الحميم أبو بكر الصديق، أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة. قال ابن إسحاق: "وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء به، ثم إن جبريل أتى رسول الله ﷺ حين افترضت عليه الصلاة، فهمز له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت له عينٌ من ماء زمزم، فتوضأ جبريل ومحمد ﵉، ثم صلى ركعتين وسجد أربع سجدات، ثم رجع النبي ﷺ، وقد أقرّ الله عينه وطابت نفسه، وجاءه ما يحب من الله، فأخذ يد خديجة حتى أتى بها إلى العين، فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين وأربع سجدات، ثم كان هو وخديجة يصليان سرًّا. قلت: صلاة جبريل هذه غير الصلاة التي صلاها به عند البيت مرتين، فبيَّن له أوقات الصلوات الخمس؛ أولها وآخرها، فإن ذلك كان بعد فرضيتها ليلة الإسراء.

1 / 107