171

Fundamentals and Methods of Da'wah 3 - Al-Madinah International University

أصول الدعوة وطرقها ٣ - جامعة المدينة

Mai Buga Littafi

جامعة المدينة العالمية

Nau'ikan

غضبه ﷺ وشدته في الحق
كان رسول الله ﷺ لا يخشى في الله لومة لائم، وهذه بعض المواقف التي غضب فيها الرسول ﷺ:
فلقد غضب عندما قيل له: إن فلانة ماتت واستراحت، أخرج الإمام أحمد في المسند، من حديث عائشة ﵂ قالت: «جاء بلال إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ماتت فلانة واستراحت، فغضب رسول الله ﷺ وقال: إنما يستريح من دخل الجنة»، قال قتيبة: من غفر له.
كما غضب ﷺ عندما تكلّم البعض في إمارة أسامة بن زيد وأبيه ﵄، قال أهل السير: دعا رسول الله ﷺ أسامة، فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فعسكَر بالجرف، وخرج في عسكره أبو بكر وعمر وسعد وسعيد وأبو عبيدة، فتكلّم قوم وقالوا: يُستَعْمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله ﷺ غضبًا شديدًا، فخرج وقد عَصَّب رأسه بعصابة، فصعد المنبر وقال: «أمّا بعد، فما مقالة بلغتني عنكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وايم الله، إن كان للإمارة خليقًا، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة».
واشتد برسول الله ﷺ وجعه، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال وهو على المنبر: «إن تطعنوا في إمارته -يريد أسامة بن زيد ﵄ فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله، إن كان لخليقًا لها، وايم الله، إن كان لأحبّ الناس إليّ، وايم الله، إنّ هذا لها لخليق -يريد أسامة بن زيد- وايم الله، إن كان لأحبهم إليّ من بعده، فأوصيكم به، فإنه من صالحيكم».

1 / 192