الفصل الخامس
التجارب
كانت الجامعة هي كل عالمي طيلة العامين التاليين، وقد أدهش تقدمي الأستاذ والدمان. وكان أفضل جانب في العلوم هو الاكتشافات العديدة التي اهتدينا إليها. وبنهاية دراستي كنت قد طورت العديد من الأدوات التي كنا نستخدمها في عملنا اليومي. وهكذا أنهيت دراستي الجامعية عالما أنني أتممت تعليمي بنجاح.
ها قد انتهيت من الجامعة الآن، وكان أمامي قرار لأتخذه؛ فإما أعود إلى وطني وأتزوج من إليزابيث، أو أمكث وأستمر في عملي في المعمل؛ فلا زالت لدي أسئلة عن الجسم البشري وآلية عمله: ما الذي يبعث الحياة في كائن ما؟ كان هذا سؤالا صعبا، لكنني ابتغيت بشدة أن أعرف الإجابة. كل الأدوات اللازمة للوصول إلى مثل هذا الاكتشاف العظيم كانت متاحة هنا في معملي. وكل شيء على الجامعة أن توفره كان طوع بناني. لذا قررت ألا أرجع إلى وطني، وبدلا من ذلك مكثت في إنجولشتات.
ولكي أكتشف أسرار الحياة كان لا بد أن أتعلم المزيد عن الموت. قطعا هي فكرة كئيبة، لكنها بدت لي منطقية في ذلك الحين، فبدأت أدرس الجسم البشري وأرى ماذا يحدث له بعد أن تفارقه الحياة.
لم تبد الأمور التي قد تزعج الآخرين مزعجة لي على الإطلاق. ولم أرتعب من الأشباح أو العمل في وقت متأخر وسط القبور. كنت أمضي الساعات في القبور وسط الجثث، أراقب كل مرحلة من مراحل التغير التي تمر بها الجثث. وأذهلتني الفروق بين الحياة والموت، وكنت ألاحظ كل فرق منها.
انقضى الوقت سريعا، فلم ألحظ انقضاء الأسابيع والشهور. وعندئذ، في يوم من الأيام، توصلت إلى أروع اكتشاف، فبعد كثير من التفكير والعمل المضني، اكتشفت أنني أستطيع أن أبعث الحياة في مادة ميتة. فتحت أمامي هذه الاكتشافات عالما جديدا تماما من الفرص وكأنما بفعل السحر.
هتفت: «لقد نجحت! إنها تعمل!»
استغرقت دقيقة حتى استطعت التقاط أنفاسي. جلست على أحد المقاعد بجانب تجربتي وفكرت فيما أفعل الآن. كيف ينبغي لي أن أستخدم الاختراع؟ هل أصنع رجلا مثلي؟ أو أصنع شيئا بسيطا كحيوان صغير؟
قلت لنفسي: «كلا، ما الذي يحتاجه العالم؟ لا يحتاج العالم إلى حيوان آخر. كلا، سأقدم للعلم أعظم الخدمات إذا صنعت إنسانا. ماذا سيظن الناس؟!»
Shafi da ba'a sani ba