Foundations and Principles and Applications of Reflection
القواعد والأصول وتطبيقات التدبر
Mai Buga Littafi
دار الحضارة للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Nau'ikan
وقال بعد ذلك: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٢٩)﴾ (البقرة).
ففي الآية الأولى قال: ﴿فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾، وفي الثانية قال: ﴿فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾، فما وجه ذلك؟
قال السيوطي ﵀: «لأنَّ الأولَى وردت بعد نَوَاهٍ فناسب النهي عن قُربانِها، والثانية بعد أوامر فناسب النهي عن تعدِّيها وتجاوزها بِأن يُوقَف عندها» (١).
قال ابن عثيمين ﵀: «قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾؛ أي: لا تتجاوزوها، وقال العلماء: إذا كانت الحدود مما يجب فعله قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾؛ وأما إذا كانت الحدود من المحرمات فإنه تعالى يقول: ﴿فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾» (٢).
٣ - قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢)﴾ (البقرة).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤)﴾ (البقرة).
قال ابن القيم ﵀: «تأمل كيف جَرَّد الخبر هنا عن الفاءِ فقال: ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (البقرة: ٢٦٢)، وقَرَنه بالفاءِ في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (البقرة: ٢٧٤)،
(١) الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٩٤). (٢) تفسير القرآن الكريم (البقرة) للعثيمين (٣/ ١٠٩).
1 / 146