Fiqh of the Signs of the Hour
فقه أشراط الساعة
Mai Buga Littafi
الدار العالمية للنشر والتوزيع
Bugun
السادسة
Shekarar Bugawa
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Nau'ikan
وحكم المتشابه أن يردَّ إلى المحكم ليبينه، ويزيل اشتباهه.
مثال الحديث المتشابه (١):
ما رواه ابن مسعود ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» (٢).
فقوله ﷺ: "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن" من المتشابه، إذ ظاهره غيرُ مراد، والنصوص الآمرة بالصبر على جور الأئمة، وترك الخروج عليهم كثيرة محكمة، فيرد المتشابه إليها، فإن ابن مسعود ﵁ نفسه قد روى مرفوعًا: "اصبروا حتى تلقوني"، ولهذا بيَّن ابن رجب -رحمه الله تعالى- أن قوله: "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن" لا يُراد به القتال، وانما تغيير المنكرات التي فعلوها، أو المظالم التي يأمرون بها، لمن كان له قدرة على ذلك، وأَمِن تعديَ الأذى إلى غيره من أهل أو جيران، ونقل نصَّ الإمام أحمد على ذلك (٣).
(١) انظر: "منهج أهل السُنَّة في التعامل مع نصوص الفتن والملاحم" للشيخ محمد بن عمر بازمول ص (٣١ - ٣٧).
(٢) أخرجه مسلم رقم (٥٠).
(٣) انظر: "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٢٤٨، ٢٤٩).
1 / 287