103

Fiqh of Priorities in Contemporary Salafi Discourse After the Revolution

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

Mai Buga Littafi

دار اليسر للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Inda aka buga

مصر

Nau'ikan

المبحث الرابع خلل في ترتيب الأولويات لا مرية أن اختلالاتٍ عديدةً قد وقعت في الخطاب السلفيِّ -لدى بعض تياراته ورموزه- في مراتبِ الأعمالِ الشرعيةِ العلميةِ والعمليةِ -على حدٍّ سواء- فتقدَّم ما حقُّهُ التأخيرُ -أحيانًا- وتأخَّرَ ما حقُّه التقديمُ -أحيانًا أخرى- ووقع تفاوتٌ في اعتبارِ المتغيراتِ الواقعيةِ في هذا الشأن أيضًا. ولاشك أن الضرورات تلجئُ الدعاةَ في الساحة الدعويةِ إلى تدرُّج ومرحليةٍ في التغيير والإصلاح، فالفرائضُ قبلَ النوافلِ، والانتهاءُ عن المحرماتِ قبلَ المكروهاتِ، وما تعدَّتْ من الأعمال منفعَتُهُ أولى مما كان قاصرًا، والإحسانُ إلى الأبرار أولى من الإحسانِ إلى الفجار، والتيسيرُ أولى من التعسير، وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد أوَّلُ الأولويات، وخوضُ معركةِ الإصلاح والدعوة مقدمٌ على خوض معركة التغيير بالقتال والقوة! والأولويةُ لمجاهدة أهل الشرك وعبادة الأوثان بالحجة والبيان، وذلك قبل المجاهدة بالسيف والسنان. ومن هنا؛ يُدْرَكُ حجمُ الخلل في ترتيب الأولويات، عند مَنْ جَعَلَ الهدفَ الأصيل من الدعوة إلى الله إقامةَ حكمِ الله في الأرض

1 / 108