Fiqh As-Seerah
فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة
Mai Buga Littafi
دار الفكر
Lambar Fassara
الخامسة والعشرون
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ
Inda aka buga
دمشق
Nau'ikan
معجزة الإسراء والمعراج
ويقصد بالإسراء الرحلة التي أكرم الله بها نبيه من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، أما المعراج فهو ما أعقب ذلك من العروج به إلى طبقات السماوات العلا ثم الوصول به إلى حد انقطعت عنده علوم الخلائق من ملائكة وإنس وجن، كل ذلك في ليلة واحدة.
وقد اختلف في ضبط تاريخ هذه المكرمة الإلهية هل كانت في العام العاشر من بعثته ﷺ أم بعد ذلك. والذي رواه ابن سعد في طبقاته الكبرى أنها كانت قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا.
وجمهور المسلمين على أن هذه الرحلة كانت بالجسم والروح معا، ولذلك فهي من معجزاته الباهرة التي أكرمه الله بها.
أما قصة ذلك فقد رواها البخاري ومسلم بطولها.
وفيها أنه ﷺ أتي بالبراق، وهو دابة فوق حمار ودون بغل، يضع حافره عند منتهى طرفه.. وفيها أنه ﷺ دخل المسجد الأقصى فصلى فيه ركعتين، ثم أتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن، فاختار ﵊ اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة.. وفيها أنه عرج به ﷺ إلى السماء الأولى فالثانية فالثالثة.. وهكذا حتى ذهب به إلى سدرة المنتهى وأوحى الله إليه عندئذ ما أوحى.. وفيها فرضت الصلوات الخمس على المسلمين، وهي في أصلها خمسون صلاة في اليوم والليلة «٢٣» .
ولما كانت صبيحة اليوم التالي وحدث رسول الله ﷺ الناس بما شاهد، طفق المشركون يجمع بعضهم بعضا ليتناقلوا هذا الخبر الطريف ويضحكوا منه. وتحداه بعضهم أن يصف لهم بقايا بيت المقدس ما دام أنه قد ذهب إليه وصلى فيه، والرسول حينما زاره لم يخطر في باله أن يجيل النظر في أطرافه ويحفظ أشكاله وعدد سواريه، فجلّى له الله ﷿ صورته بين عينيه وأخذ يصفه لهم وصفا تفصيليا كما يسألون. روى البخاري ومسلم عن رسول الله ﷺ أنه قال: «لما كذبتني قريش قمت في الحجر، فجلّى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» .
(٢٣) إذا أردت الوقوف على قصة الإسراء والمعراج، فاقرأها في صحيح مسلم أو البخاري أو أي مصدر من مصادر السنة الصحيحة. وحاذر أن تعتمد على مثل كتاب (معراج ابن عباس) فهو مليء بالكذب والأباطيل وابن عباس بريء من هذا الكتاب.
1 / 108