171

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Mai Buga Littafi

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢١ هـ

Nau'ikan

ولا شك أن إكرام أم حرام للنبي ﷺ قد سرَّ زوجها؛ قال الإمام الأبي ﵀: " ومعلوم سرور زوج أم حرام بذلك، وكانوا يحبون أن يدخل بيوتهم ويأكل طعامهم " (١) وهذا مما يدل على الأدب مع العالم والداعية؛ ولهذا جاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط» (٢).
وعن عبادة بن الصامت ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: «ليس من أمتي من لم يجِلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا» (٣).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال، قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا»، وفي رواية: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» (٤).
فينبغي للمدعو أن يجِلّ ويكرم العلماء، والدعاة، وينزلهم منازلهم.
ثانيا: من صفات الداعية: حسن الخلق وسعة الصدر: ظهر في هذا الحديث حسن خلق النبي ﷺ مع أمِّ حرام، وسعة صدره، وتواضعه ﷺ، دل على ذلك تبسمه وضحكه، وملاطفته لها، فينبغي للداعية أن يكون حسن الخلق، واسع الصدر متواضعا، اقتداء بنبيه ﷺ، حتى يكون بذلك من خيار الناس؛ لقوله ﷺ: «إن من خياركم أحاسنكم أخْلَاقا» (٥) وهذا يبيِّن للداعية أهمية التزام الخلق الحسن، والعمل به ظاهرا وباطنا (٦).

(١) إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للأبي ٦/ ٦٦٥.
(٢) أبو داود، باب في تنزيل الناس منازلهم ٤/ ٢٦١، برقم ٤٨٤٢، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ١/ ٤٤.
(٣) مسند الإمام أحمد ٥/ ٣٢٣، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ١/ ٤٤.
(٤) مسند أحمد ٢/ ١٨٥، ٢٠٧، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ١/ ٤٥. وانظر: المسند من رواية ابن عباس ﵄ ١/ ٢٥٧.
(٥) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو ﵄: البخاري، كتاب الأدب، باب لم يكن النبي ﷺ فاحشا ولا متفحشا ٧/ ١٠٦ برقم ٦٠٢٩، ومسلم، في كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه ﷺ ٤/ ١٨١٠ برقم ٢٣٢١.
(٦) انظر: الحديث رقم ١٤، الدرس الأول.

1 / 174