Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
Mai Buga Littafi
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢١ هـ
Nau'ikan
وإخراجهم من ظلمات الشرك والمعاصي إلى نور التوحيد والطاعات. وهذا يدل على زهده، وقناعته ﷺ؛ ولهذا قالت عائشة ﵂: «خرج النبي ﷺ من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير» (١) وقالت: «ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر» (٢) وقالت: «إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار، فقال عروة: ما كان يقيتكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء» (٣).
وقال ﷺ: «لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرّني أن لا يمرّ عليَّ ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين» (٤).
وقد ثبت عنه ﷺ أنه «اضطجع على حصير فأثر في جنبه فدخل عليه عمر بن الخطاب ﵁، ولما استيقظ جعل يمسح جنبه فقال: يا رسول الله لو أخذت فراشا أوثر من هذا؟ فقال ﷺ: " ما لي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» (٥). وقال أبو هريرة ﵁: «ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض» (٦).
والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالبا كان بسبب قلة الشيء عندهم، على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم (٧).
وعن عائشة ﵂ قالت: «كان فراش رسول الله ﷺ من أدَم وحشوه ليف» (٨)
(١) البخاري، كتاب الأطعمة، باب ما كان النبي ﷺ وأصحابه يأكلون، ٦/ ٢٥٢ برقم ٥٤١٤.
(٢) البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي ﷺ وأصحابه وتخلِّيهم عن الدنيا، ٧/ ٢٣١، برقم ٦٤٥٥.
(٣) البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي ﷺ وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ٧/ ٢٣٢، برقم ٦٤٥٩.
(٤) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁: البخاري، كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب أداء الديون، ٣/ ١١٤، برقم ٢٣٨٩، وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة ٢/ ٦٨٧، برقم ٩٩١.
(٥) أحمد في المسند من حديث ابن عباس ﵄، ١/ ٣٠١ بلفظه، والترمذي بنحوه، في كتاب الزهد باب ٤٤، ٤/ ٥٨٨، برقم ٢٣٧٧، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب مثل الدنيا، ٢/ ١٣٧٦، برقم ٤١٠٩، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٢/ ٢٨٠، وصحيح ابن ماجه ٢/ ٣٩٤.
(٦) البخاري كتاب الأطعمة باب قول الله تعالى كلوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكمْ الآية ٦/ ٢٤٠ برقم ٥٣٧٤.
(٧) انظر: فتح الباري لابن حجر ٩/ ٥١٧، ٥٤٩.
(٨) البخاري كتاب الرقاق باب كيف كان يعيش النبي ﷺ وأصحابه وتخلِّيهم عن الدنيا ٧/ ٢٣١ برقم ٦٤٥٦.
1 / 143