147

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

Mai Buga Littafi

الكويت

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Nau'ikan

٢٨ / تفاضلُ الأسماء الحسنى، وذكرُ الاسم الأعظم
لقد مرّ معنا بيانُ أنَّ أسماء الله الحسنى غيرُ محصورةٍ في عدد معيّن، وأنَّ قول النبي ﷺ: "إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجَنَّة " لا يفيد حصر الأسماء الحسنى في هذا العدد، وأنَّ قصاراه الدلالةُ على فضيلة هذه الأسماء التسعة والتسعين، وأنَّها اختصت بأنَّ من أحصاها دخل الجنة.
وفي هذا دلالةٌ على تفاضل الأسماء الحسنى خلافًا لمن نفى ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وقول من قال صفات الله لا تتفاضل ونحو ذلك قولٌ لا دليل عليه ...، وكما أنَّ أسماءه وصفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دلَّ على ذلك الكتابُ والسنةُ والإجماعُ مع العقل"١. اهـ.
ومما يدل على تفاضل الأسماء الحسنى ما ثبت عن النبي ﷺ في الأخبار الصحيحة أنَّ لله اسمًا أعظم إذا سُئل به أَعطى، وإذا دُعيَ به أجاب، ولا ريب أنَّ هذه فضيلةٌ عظيمةٌ اختص بها هذا الاسم الذي وُصف بأنَّه اسم الله الأعظم، ولعلنا نستعرض بعض الأحاديث الواردة في ذلك، ثم نقف بعد ذلك على كلام بعض أهل العلم في تعيينه.
روى الإمام أحمد في المسند، وأهل السنن الأربعة، عن أنس بن مالك ﵁: أنَّ النبي ﷺ سمع رجلًا يقول: اللهم إنِّي أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنانُ بديعُ السموات والأرض ذو الجلال والإكرام، فقال النبي ﷺ: "لقد سألتَ

١ انظر: جواب أهل العلم والإيمان (ص:١٩٧ - ٢٠٠) .

1 / 151