13

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

Mai Buga Littafi

الكويت

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Nau'ikan

مِن فوائد الذِكر لايزال الحديث موصولًا في بيان فوائد الذِّكر، وقد مرَّ معنا فيما سبق ذكرُ فائدةٍ واحدةٍ له وهي: أنّه حِرزٌ لصاحبه من الشيطان، فمن خلى من الذِّكر لازمه الشَّيطان ملازمة الظِّلِّ، والله يقول: ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ ١ ولا يستطيع العبدُ أن يُحْرِزَ نفسه من الشيطان إلاّ بذكر الله تعالى، وهذه فائدةٌ جليلةٌ من فوائد الذِّكر العديدة. وكما مرَّ بنا فإنّ الإمام العلاّمة ابن القيِّم ﵀ عدّ في كتابه القيِّم الوابلُ الصّيِّب ما ينيف على السَّبعين فائدة للذِّكر، ونستكمل هنا بعضَ تلك الفوائد العظيمة، ممّا أورده ﵀ في كتابه المُشار إليه آنفا٢. ـ فمن فوائد ذكر الله العظيمة: أنّه يجلُبُ لقلب الذَّاكر الفرَحَ والسرورَ والرَّاحةَ، ويورثُ القلبَ السكونَ والطُّمأنينةَ، كما قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾ ٣، ومعنى قوله تعالى: ﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ﴾ أي: يزول ما فيها من قلقٍ أو اضطراب، ويكون فيها بدَلَ ذلك الأنسُ والفرحُ والرَّاحة، وقوله: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾ أي: حقيقٌ بها وحَرِيٌّ أن لا تطمئنَّ

١ سورة الزخرف، الآية: (٣٦) . ٢ وانظر: الوابل الصيب (ص:٨٤ - ١٠٠) و(ص:١٤٥) . ٣ سورة الرعد، الآية: (٢٨) .

1 / 17