زراعة الاسبناخ
وجه العمل فيه ان تقطع له الارض وتقام احواضا على الصفة المذكورة قبل هذا ثم يطرح فيها الزبل وتزرع الزريعة فيها ويحرك بالتراب ثم تسقى بالماء وتتعاهد به مرتين او ثلاثا حتى ينبت وتعتدل بالنبات ثم يقطع عنه السقى الا ان يحتاجه، وعلامة ذلك ما ذكرناه فيما تقدم فيسقى عند ذلك وينقى من العشب وتنزرع مائة حوض منه خمسة عشر رطلا
ويوافقه من الارض المدمنة والسمينة ان شاء الله تعالى، واعلم ان الاسبناخ قد يلحق بعضه بعضا حتى لا يكاد ينقطع فى العام كله، فمن احب ذلك فلينظر فى زراعته شهرا شهرا وفصلا وفصلا فالبكير منه ما زرع فى اول شتنبر فهذا يوكل فى نصف اكتوبر وينبغى ان يكثر منه فى الزريعة ليلا يدركه فصل الشتاء فيعفنه ويضربه لان الذى يوكل فى الشتاء انما هو من زريعة الخريف، فلذلك يصير فى الشتاء لانه قد اخذ من طبعه والفه واما ما زرع فى الحر منه فلا يصبر ولا يدوم فيه بما ذكرناه، وهو الذى لم يكسب من طبعه شيئا وكذلك الذى يوكل فى شهر فبراير انما يزرع فى شهر نونبر لانه مشاكل له وما يقطف منه فى شهر مارس وابريل انما يزرع فى يناير فعلى هذا يتداول، بهذا العمل يرعى ويحفظ. والذى زرع منه فى الخريف يوافقه من الماء الحلو مثل ماء الانهار ويوافقه ايضا ماء الابار والعيون النابعة لرطوبتها واما الذى ينزرع منه فى فصل الشتاء والربيع يوافقه الماء اللين الرطب من سبب الحسومة التى فى الشتاء والرطوبة التى فى الربيع فيكسر من حدة الرد عليه فى الشتاء ويوافقه فى الربيع من جهة طبعه، واما زراعة الزريعة فوجه العمل فيها ان تزرع كما تقدم فى شهر نونبر خاصة، وحكم زرعته ان تخفف زراعته وقدر ذلك ان يكون بين اصل وآخر حدود الشبر فهذه الزريعة تأتى طيبة لا يتخلق فيها ذكار وهى الزريعة النجيبة المحمودة ان شاء الله تعالى
Shafi 154