وما يجب الإيمان به، بل المصلحة بالاطمئنان العاطفي والتصديق القلبي وما يعقبه من اللذة والاطمئنان.
وهؤلاء العلماء المتكلمون الذين كانوا من رأي الأستاذ خلاف والذين حاولوا أن يجعلوا الإيمان إيمان عقل، عادوا كلهم وأنابوا واعترفوا بأن الإيمان بالقلب، هذا (ابن رشد) وناهيك به، عاد فقال في تهافت التهافت (الذي يرد به على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة): لم يقل أحد من الفلاسفة في الإلهيات شيئًا يعتدُّ به (١) وهذا (الآمدي) وقف في المسائل الكبار وحار، و(الغزالي) انتهى إلى التصوف والتسليم، وهذا (الفخر الرازي) قال بعد تلك المؤلفات الطوال:
«نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية سعي العالمين ضلال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ولقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلًا، ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريق القرآن، أقرأ في الإثبات، الرحمن على العرش استوى، وأقرأ في النفي ليس كمثله شيء، ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي» انتهى كلامه ... وكلامي!
وعلى الأخوين الكريمين خلاف وقطب تحيتي وسلامي.
...
_________
(١) وهذا ما يقوله في العصر الحاضر (كانتْ) والفلاسفة الذين يُعْتدُّ بقولهم وهو الحق.
1 / 30