فلمعت عيناها وقالت: «من يدرى.. ربما شغلت عنى وألهيت عن ذكرى..».
فلم يدعها تتم الكلام وأهوى على فمها بقبلة. •••
وكانت «ميمى» مشهورة بقوة جذبها السريع حتى أيام كانت بنتا صغيرة. وكان غيرها من البنات أجمل منها شعرا أو أحلى عينا أو أفتن إبتسامة.. أما ميمى فلم يكن لها ما يمكن أن تقول إنه سر جمالها، وإنما كان المرء يشعر أنها فى جملتها أجمل وأسحر. وكانت قوة الجذب هذه تلفت النظر إليها وهى تلميذة فى المدرسة، وكان كل من يراها يشتهى أن ينظر إليها مرة أخرى. ولكنها هى كانت تعتقد أنها ليست على شىء من الجمال، وإن كان اعتقادها هذا لم يغرها بالتكلف. وكان الذى وجه خواطرها فى حداثتها إلى هذه الناحية أنها سمعت أمها تقول لصاحبة لها مرة: «إن ثديى ميمى كبيران جدا» وكان هذا صحيحا، فلما أقبل الليل وصارت فى غرفتها وحدها نظرت إلى صدرها فى المرآة وسألت نفسها: «أترى هذا من الدمامة؟ أهما أكبر مما يجب أن يكونا»؟ وآلت على نفسها فى تلك الليلة أن تهتدى إلى الحقيقة.
ولو أن ميمى لم تسمع أمها تقول ذلك لكان الأرجح أن لا تجرى خواطرها هذا المجرى، ولظلت على الأقل سنة أخرى لا تطلب أن تهتدى ولا تشتاق إلى هذا الضرب من المعرفة. وكان أول ما عنيت به هو أن تتأمل صدور البنات من أترابها فى المدرسة، فألفتهن جميعا إلا القليلات ذوات أثداء صغيرة نابتة ولم تكن للقليلات أثداء كبيرة، ولكنها كانت تقبل المقارنة بثدييها.
أما المقياس الحقيقى فأتيح لها فى يوم خرجت فيه مع لفيف من أهلها بينهم سليم - ابن عمها - إلى القناطر الخيرية فاتفق أن جلست على دكة هناك تحت شجرة على ربوة، فجاء سليم وجلس إلى جانبها.. فقالت لنفسها حين أبصرته يقعد معها إن هذه فرصتها، وشرعت تحاول أن تعرف منه ما تريد. أليس سليم شابا؟ فهو خليق أن يقول لها ما رأى الرجال فى حجم ثدييها. ولكن سليم حيى فهى محتاجة إلى اللف والدوران أو إلى أن تكون معه كالطلمبة الماصة لتحمله على القول الذى تنشده، فسألته: «هل تخرج كثيرا مع البنات يا سليم»؟
فقال: «إيه؟ أحيانا».
فسألته: «كم بنتا خرجت معها إلى النزهة»؟
فأطرق وقال وعينه على الأرض: «أوه.. وهل أنا أعرف؟ ربما كان عددهن سبعة أو أكثر..».
فسألته: «كلهن من حيكم»؟
فقال بإيجاز: «تقريبا».
Shafi da ba'a sani ba