وأنت في حضرة أعظم من حضرة الحس حين لا حس يشغلك عن عالم السريرة.
أنت في حضرة الخالق حين لا تكون في حضرة المخلوقات.
ومن سعد بهذه النشوة في ساعة من ساعات الهزيع الأخير، فلا ضير عليه أن تفوته نشوة السماع.
وكنا قد فرغنا من الطعام وقضينا سويعة في أشباه هذا الكلام، فاذا بصاحبي ينهض من المائدة وهو يقول: هذه المائدة، وهذا التابوت!
قلت: وهذه المزامير!
وسمعنا بعض أدوار المطربين وشيئا من أغاني الصعيد ولبنان، ثم نقلت صاحبي نقلة بعيدة، فأسمعته بعض الألحان التي لا تعذب في جميع الآذان.
وسألته، أفهمت شيئا مما سمعت؟
قال: لا والله!
قلت: وأنا مثلك، هذا موسيقار الغرب الأشهر ولهلم فاجنر، وأنا لا أفهم منه إلا أقل من القليل، ولكنه عند نقادهم موسيقار جليل وعبقري نادر المثيل.
قال: وهل يفهمه الغربيون كلهم، وهو مغلق على أناس منا كل هذا الإغلاق؟
Shafi da ba'a sani ba