A Cikin Adabin Masar na Fatimiyya
في أدب مصر الفاطمية
Nau'ikan
وأصبح النعمان شديد الصلة بالإمام الفاطمي مقربا منه، وظل قاضي قضاة هذه المدن ومن تحته قضاتها، إلى أن ولي المعز لدين الله الإمامة، فاشتدت صلة النعمان به، حتى إنه كان يجالسه ويسايره، وقل أن يفارقه بعد أن كان مستوحشا منه عقب ولايته، ولكن المعز طلب إليه أن يكون في عهده كما كان في عهد أبيه المنصور بالله، ثم قويت الصلة بين المعز والنعمان حتى أصبح النعمان جليسه ومسايره، ووضع النعمان كتابه المجالس والمسايرات جمع فيه كل ما رآه وما سمعه من إمامه المعز. ولما رحل المعز من إفريقية إلى مصر سنة 362ه اصطحب معه بني النعمان، وكان النعمان إذ ذاك قاضي الجيش، وكان من الطبيعي أن يقلد النعمان قضاء مصر، ولكن المعز بعد أن استقر بمصر ترك القضاء لأبي طاهر الذهلي محمد بن أحمد الذي كان على قضاء مصر منذ سنة 348ه، وطلب إلى أبي طاهر أن يحكم بفقه الفاطميين، فكان لابد للقاضي من أن يسترشد في أحكامه بالقاضي النعمان، وما زال كذلك حتى توفي النعمان سنة 363ه.
ويقول ابن حجر: إن النعمان كان يسكن مصر، أي الفسطاط، ويغدو منها إلى القاهرة في كل يوم.
9
ويروي ابن خلكان عن المسبحي أن النعمان كان من أهل العلم والفقه والدين والنبل ما لا مزيد عليه.
10
ونقل ابن خلكان عن ابن زولاق أن النعمان بن محمد القاضي كان في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم بمعانيه، وعالما بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس، مع عقل وإنصاف.
11
وكل من تحدث عن النعمان من المؤرخين يذكر فضله وعلمه وسعة ثقافته، فلا غرابة إذن أن نرى هذه الكتب الكثيرة التي ألفها النعمان، والتي أصبحت عمدة كل باحث في المذهب الفاطمي، بل أصبحت الأصل الذي يستقي منه علماء المذهب، فلا أكاد أعرف عالما من علماء الدعوة الفاطمية لم ينهج نهج النعمان في فقهه، أو اختلف معه في رأي في المسائل الفقهية، وقد يكون ذلك لأن النعمان قال في كتابه المجالس والمسايرات: إن الإمام المعز لدين الله طلب إليه أن يلقي على الناس شيئا من علم أهل البيت، فألف النعمان كتبه، وكان يعرضها على المعز فصلا فصلا وبابا بابا حتى أتمها، فهو يقول مثلا:
أمرني المعز لدين الله (صلع) بجمع شيء لخصه لي وجمعه وفتح لي معانيه وبسط لي جملته، فابتدأت منه شيئا ثم رفعته إليه، واعتذرت من الإبطاء فيه لما أردته من إحكامه ورجوته من وقوع ما جمعته منه بموافقته (ص)، فطالعته في مقداره، فوقع إلي: يا نعمان، لا تبال كيف كان القدر مع إشباع في إيجاز، فكلما أوجزت في القول واستقصيت المعنى فهو أوفق وأحسن، والذي خشيت من أن يستبطأ في تأليفه ، فوالله لولا توفيق الله - عز وجل - إياك وعونه لك لما تعتقده من النية ومحض الولاية، لما كنت تستطيع أن تأتي على باب منه في أيام كثيرة، ولكن النية يصحبها التوفيق.
12
Shafi da ba'a sani ba