A Cikin Adabin Masar na Fatimiyya
في أدب مصر الفاطمية
Nau'ikan
إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، وقوله حكاية عن نوح - عليه السلام:
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ، ونظائرها كثيرة في القرآن.
وقال أهل الرأي: إنه إن كانت الصورة هذه فقد بطل ثواب المحسنين وعقاب المسيئين، وإن لهذه الآيات تأويلا يرجع إليه ويحمل الأمر عليه، وهو مثل قولهم في معنى الآية:
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا
أي يضل به عن الثواب الضالين، ويهدي به إلى الثواب المهتدين بفعلهم وكسب أيديهم، واستشهدوا على ذلك بقوله سبحانه:
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، وما يجري مجراه وهو كثير في كتاب الله تعالى.
وقد سئل الصادق - عليه السلام - عن ذلك، فقيل: يابن رسول الله الناس مجبورون على المعاصي؟ فقال: الله أعدل أن يجبر خلقه على المعاصي، ثم يعاقبهم عليها. قيل: فمفوض إليهم؟ قال: هو أعز من أن يكون لأحد في ملكه سلطان. قيل: فكيف ذلك؟ قال - عليه السلام: أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض، فقوله تعالى:
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا
يوجب أن كثير الضالين قليل وقليل المهتدين كثير، وذلك أن الإنسان كثير بنفسه البسيطة لا بجسمه الكثيف، فالنفس الصالحة منسرحة في فضاء عالم النفس منفسحة، وصاحبها قليل من حيث الجسم المعدود المحصور، كثير من حيث النفس غير المحصورة، قال الله تعالى:
إن إبراهيم كان أمة ، والنفس الطالحة ضيقة حرجة كأنفس البهائم لا خطر لها في العالم العلوي، فأربابها وإن كثروا عددا فلقد قلوا محصولا كما قال الله سبحانه:
Shafi da ba'a sani ba