A Cikin Adabin Masar na Fatimiyya

Muhammad Kamil Husayn d. 1380 AH
101

A Cikin Adabin Masar na Fatimiyya

في أدب مصر الفاطمية

Nau'ikan

فمثل هذه الرسالة لا تصدر إلا من صديق حميم يخلص لصاحبه ويحب له الخير، فما بالك إذا صدرت من إمام مسلم إلى طبيبه المسيحي، فالإمام عرف لطبيبه قدرته في فنه وعلو كعبه في صناعته، فقربه واتخذه صديقا. وكذلك يقال إن المعز لدين الله اصطنع لنفسه الطبيب موسى بن العيزار، وكان طبيبا عالما بتركيب الأدوية وطبائع المفردات، وهو الذي ألف شراب الأصول.

39

ووفد على مصر في عهد المعز والعزيز الطبيب محمد بن أحمد بن سعيد التميمي، وهو من بيت المقدس، واشتهر بخواص العقاقير وتركيب الأدوية، ولقي الأطباء بمصر وحاضرهم وناظرهم، واختلط بأطباء الخاصة القادمين من المغرب في صحبة المعز، والمقيمين بمصر من أهلها. ويقول القفطي: إنه كان منصفا في مذكراته، غير راد على أحد إلا بطريق الحقيقة، وصنف للوزير يعقوب بن كلس كتابا كبيرا في عدة مجلدات سماه «مادة البقاء، بإصلاح فساد الهواء، والتحرز من ضرر الأوباء»، وتوفي التميمي بمصر في حدود سنة 370ه.

40

ومن أشهر الأطباء في هذا العصر سلامة بن رحمون أبو الخير اليهودي المصري، الذي قال عنه أمية بن أبي الصلت: «وأنبه من رأيته من أطباء مصر، وأدخلهم في عداد الأطباء؛ رجل من اليهود يدعى أبا الخير سلامة بن رحمون، فإنه لقي أبا الوفاء المبشر بن فاتك، وأخذ عنه شيئا من صناعة المنطق تخصص به وتميز عن أضرابه، وأدرك الكثير الزقاني تلميذ أبي الحسن بن رضوان، وقرأ عليه بعض كتب جالينوس، ثم نصب نفسه لتدريس كتب المنطق جميعا، وجميع كتب الفلسفة الطبيعية والإلهية، وشرح بزعمه وفسر ولخص، ولم يكن هنالك في تحصيله وتحقيقه، بل كان يكثر كلامه فيضل، ويسرع جوابه فيزل.»

41

وناظره أمية، ولكن إجابات سلامة لم تجد منه قبولا، فرماه بسوء التصور والفهم.

42

ولعل من أشهر أطباء هذا العصر هو أبو الحسن علي بن رضوان، ولد بالجيزة، وكان أبوه فرانا، ولما بلغ السادسة من عمره أسلم نفسه للمعلمين، وانتقل إلى مدينة مصر وهو في العاشرة لطلب العلم، وبدأ في دراسة الطب وغيره من علوم الفلسفة وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولفقره وحاجته إلى ما يستعين به في الحياة اضطر إلى أن يتكسب بالطب مرة، وبالتنجيم مرة أخرى، وبالتعليم كذلك، وفي الوقت نفسه كان يواظب على طلب العلم، ويجد في التحصيل حتى بلغ الثانية والثلاثين من سني حياته؛ إذ بدأ يشتهر بالطب، وكفاه ما كان يكسبه عن طريقه، بل تفوق على غيره من الأطباء المعاصرين، وصار له ذكر حسن في البلاد، وسمع به الحاكم بأمره فاستخدمه، وجعله رئيسا على سائر المتطببين، فاتسعت حاله، واقتنى الأملاك في المدينة، كما ذاع صيته في البلاد الإسلامية، حتى إن الأطباء فيها كانوا يناظرونه مراسلة، ويطلبون ما عنده من علم الطب، فممن راسله الطبيب أبو الفرج جرجس بن يوحنا المعروف باليبرودي الدمشقي الذي راسل ابن رضوان وغيره من الأطباء المصريين. ويقول ابن أبي أصيبعة عنه: وله مسائل عدة إليهم طبية ومباحثات دقيقة، وكتب بخطه شيئا كثيرا جدا من كتب الطب، ولا سيما من كتب جالينوس وشروحها وجوامعها.

43

Shafi da ba'a sani ba