ب- إشراب النفوس عقدية الأمل في النجاح، وإزالة ما حل بها من اليأس.
ج- دعوتهم إلى التمسك بالأصول التي كان عليها أسلافهم, وهي ما تمسكت به الدول الأجنبية العزيزة الجانب.
ج- الدفاع عما يرمى به الشرقيون عموما والمسلمون خصوصا من التهم, وإبطال زعم الزاعمين أن المسلمين لا يتقدمون في المدنية ما داموا متمسكين بأصول دينهم.
ه- تقوية الصلات بين الأمم الإسلامية، وتمكين الألفة بين أفرادها, وتأمين المنافع المشتركة بينها، ومناصرة السياسة الخارجية التي لا تميل إلى الحيف والإجحاف بحقوق الشرقيين.
وكان جمال الدين يعتز بشرقيته وبلغته، ويشمئز من هؤلاء الذي يتنكرون لقوميتهم ولغتهم؛ فإن هذا التنكر يساعد المستعمر, بل هو أثر من آثار تعاليمه يرمي بها إلى الحط من شأن كل ما هو شرقي, ولإضعاف لغة القوم، والتدرج بقتل التعليم القومي، وتنشيط القائلين من الشرقيين بأن ليس في لسانهم العربي أو الفارسي أوالأردي أو الهندي آداب تؤثر، ولا في تاريخهم مجد يذكر": لقد بلغ ببعضهم السفه "أن ينفروا من سماع لغتهم، وأن يتتباهوا بأنهم لا يحسنون التعبير بها، وأن ما تعلموه من الرطانة الأعجمية هي منتهى ما يمكن الوصول إليه من المدركات البشرية".
وقد عرفت فيما سبق كفاحه في سبيل حرية الشعوب، ومطالبته بنظام الشورى, ووقوفه أمام الحكام المستبدين كالجبل الأشم في جرأة وعزة نفس، واستنهاضه الهمم، كي تقوى دولة إسلامية تكون النواة التي يلتف غيرها حولها, وبذلك يعاد مجد الإسلام قويا أمام مطامع الغرب وعسفه.
ولقد كان جمال الدين عالما ومفكرا وفيلسوفا ومصلحا اجتماعيا، أشرب قلبه حب بلاده ودينه، وأرسله الله في هذه الحقبة من التاريخ ليبدد دياجير الجهل ويبعث الحمية في النفوس.
Shafi 277