234

A Cikin Adabin Zamani

في الأدب الحديث

Nau'ikan

ومن أمثلته النثر السياسي غير ما تقدم, ما كتبه الشيخ علي يوسف في المؤيد, تحت عنوان: "لا تعصب في مصر".

"التعصب بالمعنى المعروف في الغرب عن الشرق، وبعبارة أخرى: من المسيحيين عن المسلمين، وهو انبثاث روح العداء والبغضاء من الآخرين ضد الأولين، انبثاثا يحمل على الاعتداء عليهم حينا بعد حين، أو هو التوحش الذي يفتك بنفوس الأبرياء كلما ثار ثائره، فهو أشبه شيء بالغول الكاسر الذي يندفع بعماية فيفترس كل ما في طريقه من نفوس البشر، وبهذا المعنى رذيلة من الرذائل التي ينهى عنها الدين الإسلامي، والقوانين الاجتماعية، نعوذ بالله أن ترزأ أمة بهذا البلاء العظيم.

قالوا: إن المصريين متعصبون تعصبا دينيا، ومعنى هذا عندهم، أنهم يكرهون المخالفين لهم في الدين كراهة عمياء, ويعتدون عليهم بروح البغضاء المتناهية، كلما سنحت لهم فرصة, أو استفزهم صائح، ولكن كيف وفي البلاد من قديم الزمان أديان مختلفة يتجاور أهلوها في المنازل، ويتشاركون في المرافق، ويتنافسون في الأعمال، فلم يكن بين المسلمين والأقباط تلك الروح الشريرة، ولو كانت في فطرة المسلمين أو فطرة الفريقين للاشت الأكثرية الأقلية في عصور مضت, وخصوصا في عصور كانت الجهالة فيها سائدة، وكان بعض الحكام من المسلمين وغيرهم, يبذورون بذور البغضاء بين الفريقين لا لخدمة دينية إسلامية، بل لأغراض منشؤها الشهوات والمطامع، ولكن التواريخ تدل على أن الفريقين عاشا على الوئام والسلام في كل الظروف أو أكثرها.

Shafi 256