فله الحمد على ما أولى من جزيل عطائه، وأسدى من جميل نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا الذي بهدايته سعد من انزجر وارعوى، وبخذلانه ضل من زل وغوى، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المرتضى، بعثه من أكرم المناصب، واختاره من أشرف المناسب، استخرجه من صميم بني هاشم، وفضله على جميع بني آدم، وأعطاه من الكلم أبرعها بيانا، وأفرعها برهانا، وأسناها أوامر، وأعناها زواجر، فجاء على حين فترة من الرسل، ودثور من () وقد ضرب الشرك بجرانه، وجال الكفر في ميدانه، فلم يزل في ظلال السيوف، يرد غمرات الحتوف، حتى ألقى غريب الإسلام عصاه، وأطاع الله من عصاه، وعادت الصوامع مساجد، وخرت الأوثان سواجد، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين أجمعين أما بعد:
فقد شرحت في كتابي هذا الأنساب المشكلة التي تتشابه في الخط، وتتفق في الشكل والنقط، ويدخلها التحريف، ويقع فيها التجزيف، مما يعرض في الانتساب إلى القبائل كالتيمي والتيمي الأول: ينسب إلى تيم قريش، والثاني: ينسب إلى تيم الرباب؛ والانتماء إلى الأماكن كالطبري والطبري، الأول: ينسب إلى طبرستان، والثاني: ينسب إلى طبرية واسط، والاعتزاء إلى الصنائع كالبراء والبراء الأول: قيل له البراء لأنه كان جابرا، والثاني: قيل له البراء لأنه كان يبري النبل.
والاشتهار بالألقاب كالأصم، والأصم، الأول: لقب جماعة كان بهم صمم، والثاني: لقب من التصامم.
Shafi 83