Masanin Falsafa da Fasahar Kiɗa
الفيلسوف وفن الموسيقى
Nau'ikan
ومن الواجب أن نذكر، عندما نتحدث عن الموسيقى اليونانية، أن الشاعر المنشد اليوناني كان موسيقيا في الوقت ذاته، ولم يكن يفصل الموسيقى عن الشعر؛ فقصائد هوميروس وأناشيد بندرا لم تكن تنشد إلا مع الموسيقى. وكان الشاعر والموسيقار في اليونان شخصا واحدا، وبلغ من اعتماد موسيقاه على النص الكلامي أن كل نغمة مفردة كانت ترتبط بكل مقطع في الكلام الملفوظ.
ويرجع أصل كلمة الموسيقى ذاتها إلى اليونانية، وكان ينظر إليها في الأصل بطريقة شبه أسطورية، على أنها فن أوحت به مباشرة، وخلفته ربة الفن (موزي
muse ). ولقد كان لليونانيين القدامى في البداية ثلاث ربات؛ ربة الدراسة (العلم)، وربة الذاكرة، وربة الغناء، ولكن كل فن أصبح له بمرور الوقت ربة راعية. وتروي الأساطير السابقة على عهد هوميروس أن «أورفيوس» خادم أبولو الذي كان مطربا ساحرا، ومنشدا للشعر، كان هو ذاته ابنا لإحدى الربات، وكانت لصوته خصائص سحرية تشفي المرضى، وتبعث التقوى في النفوس عند أدائها للطقوس الدينية. ولقد أشار أفلاطون في حديثه عن السفسطائي «بروتا جوراس» إلى التأثير الخلاب الذي تحدثه بلاغة بروتا جوراس، وكذلك أغاني أورفيوس في نفوس سامعيها.
1
وقد وصف أرستوفان «موزياوس
Museaus » تلميذ أورفيوس بأنه طبيب للنفوس، نستطيع أن نفترض أنه توصل إلى علاج مرضاه بسحر الأناشيد التي تنسبها الأساطير إليه. وقد عزا إليه أرسطو القول بأن «الموسيقى أعذب ما يتمتع به جنس البشر»،
2
ثم أضاف، مشيرا إلى موزايوس، أن الموسيقى يمكن استخدامها وسيلة تسري عن الإنسان العناء.
وقد وصف هوميروس الشعراء المغنين في «الأوديسية» بأنهم أقرب البشر إلى قلوب الآلهة؛ فقد وهبتهم الربة فن الغناء، لا لكي يطربوا نفوس الناس فحسب، وإنما لكي يسهروا على رعاية أخلاق البشر أيضا.
3
Shafi da ba'a sani ba