Masanin Falsafa da Fasahar Kiɗa
الفيلسوف وفن الموسيقى
Nau'ikan
أما أنا، فقد ضعفت مقاومتي، واضطررت إلى الرضوخ،
كما يميل الغصن اللين في كل اتجاه.»
41
أما آراء أرسطو في الانسجام وعلم الصوت، فكان يدين بها للفيثاغوريين؛ ذلك لأن الفيثاغوريين كانوا يرون أنه كلما كانت النسبة بين الجزأين اللذين ينقسم إليهما وتر متذبذب أبسط، كان توافق الصوتين أكمل. وقد علق أرسطو على ذلك قائلا: إن هذا المبدأ يستخدمه الصناع بدورهم في صنعهم للمزامير «ففي المزمار يحصلون على توافق بين القرار والجواب (الأوكتاف) عن طريق مضاعفة الطول. وهذه هي الطريقة التي يلجأ إليها صناع الناي. وبالمثل يحصلون على الصوت الخامس بواسطة طول نسبته 3 إلى 2 ... وعلى الصوت الرابع بطول نسبته 3 إلى 4»
42
كذلك لاحظ أرسطو أن الصوت الأحد يسبب صدمات أكثر في الهواء؛ لأن حركته أسرع،
43
ولما كان أرسطو يتفق مع الفيثاغوريين وأفلاطون على أن التناسب انتظام، وأنه يؤدي بطبيعته إلى إمتاعنا، فقد استنتج من ذلك «أننا نستمتع بمختلف أنواع الأغاني نظرا إلى ما فيها من طابع أخلاقي، أما الإيقاع فنستمتع به لأن له ترتيبا عدديا واضحا ومنظما، ولأننا ننساق معه بطريقة منظمة؛ ذلك لأن الحركة المنظمة بطبيعتها أقرب إلينا من الحركة المفتقرة إلى النظام، بحيث إن مثل هذا الإيقاع أكثر اتفاقا مع الطبيعة.»
44
ولقد كان أرسطو يعتقد، مثل أفلاطون، بأن الغاية القصوى للموسيقى ينبغي أن تكون خير الإنسان والمجتمع، ولكن على حين أن أفلاطون كان يعتقد بأن على الموسيقى أن تحاكي الطبيعة محاكاة أمينة، فإن أرسطو قد استقل عن أستاذه في القول إن وظيفة الموسيقى ليست محاكاة الطبيعة، وإنما إعادة خلق عالم الأصوات الطبيعية في أنغام موسيقية ذات طابع مثالي. وكان أرسطو يرى أن مؤلف الموسيقى أقدر من أي فنان خلاق آخر على التعبير عن انفعالات الإنسان وسلوكه؛ لأن القدرة التعبيرية للأنغام أعظم منها لدى الألوان. والموسيقى فن يسمو على الرسم بفضل طبيعتها الزمنية.
Shafi da ba'a sani ba