Masanin Falsafa da Fasahar Kiɗa
الفيلسوف وفن الموسيقى
Nau'ikan
وعلى هذا النحو صاغ أرسطو مذهبا أخلاقيا مبنيا على فكرة الوسط العدل.
وقد وجدت النصيحة الحكيمة التي وجهها أفلاطون إلى حراس الدولة بشأن التعليم الموسيقي في «الجمهورية»؛ وجدت هذه النصيحة طريقها إلى كتاب «السياسة» لأرسطو، ولكن بصورة معدلة إلى حد ما؛ فقد أكد أرسطو منذ البداية أن أولئك الذين يحكمون على الموسيقى ينبغي أولا أن يكونوا عازفين أو مغنين لهم حظ غير قليل من الدراية؛ فليس في وسع أحد أن يفهم الموسيقى أولا، ثم يقدرها ثانيا لكي يصدر حكما معقولا على قيمتها، إلا من توافرت لديه معرفة بمختلف الأساليب والإيقاعات والألحان، وقدرة على التذوق الفني للموسيقى التي تعزف؛ وعلى ذلك فلا بد من تثقيف الشاب الأثيني موسيقيا، إذ شاء أن يصبح مواطنا مستنيرا، لكن ما مقدار التعليم الموسيقي الذي يتعين على الشاب أن يتلقاه؟ في هذه الحالة أيضا حدد أرسطو المطلوب على أساس فكرة الوسط العدل «إن دارسي الموسيقى يبلغون القدر المطلوب إذا ما توقفوا في تعليمهم قبل المرحلة التي يمكنهم فيها إجادة فنون العزف التي تمارس في مسابقات المحترفين، ولم يسعوا إلى اكتساب تلك المهارات العجيبة في العزف، التي تشيع اليوم في هذه المسابقات، ومنها انتقلت إلى ميدان التعليم.»
33
فعندما يكون الطالب قد اكتسب معرفة معقولة بالموسيقى، وأصبح قادرا على عزف الآلات، ينبغي أن يقال له إن الإقبال المفرط على الموسيقى لأجل الترويح عن النفس قد يؤدي إلى الابتذال، ولكن من الممكن أن نفي بشروط الوسط العدل إذا «مارس الشبان ذلك النوع الذي حددناه من الموسيقى، على ألا يتجاوزا الحد الذي يمكنهم فيه أن يشعروا بالطرب للألحان والإيقاعات الرفيعة، وليس فقط لذلك النوع الشائع من الموسيقى، الذي يطرب له كل عبد أو طفل، وربما بعض الحيوانات.»
34
فما هي الآلات التي تستخدم في تعليم الشباب؟ «إن الناي أو أية آلة أخرى تقتضي مهارة فائقة كالليرا ينبغي ألا يسمح بها في التعليم ... وفضلا عن ذلك فليس الناي بالآلة التي تعبر عن الصفات الأخلاقية، وإنما هو مثير أكثر مما ينبغي. والوقت المناسب لاستخدامه هو ذلك الذي لا يكون العزف فيه هادفا إلى التعليم، وإنما إلى التخفيف من الانفعالات. وثمة اعتراض آخر هو أن حيلولة الناس دون استخدام الصوت البشري يقلل من قيمته التعليمية.»
35 «وهكذا فإننا نرفض آلات المحترفين والأسلوب الاحترافي في تعليم الموسيقى (وأنا أعني بالاحترافي ما يتبع في المسابقات)؛ إذ إن العازف لا يمارس فنه في هذه الحالة من أجل العلو بنفسه، وإنما لكي يبعث في نفوس سامعيه لذة من نوع مبتذل؛ ولهذا السبب لم يكن أداء هذه الموسيقى من مهام الأحرار، وإنما هو عمل عازف أجير، والنتيجة هي أن يكون العازفون مبتذلين؛ إذ إن الغاية التي يستهدفونها سيئة، كما أن ابتذال المتفرج يؤدي إلى هبوط مستوى الموسيقى، وبالتالي مستوى العازفين؛ فهم يتطلعون إليه، وهو يجعلهم على ما هم عليه، ويتحكم حتى في تشكيل أجسامهم بالحركات التي يتوقع مهم القيام بها.»
36
وعندما وبخ فيليب المقدوني ابنه الإسكندر قائلا: «ألا تخجل من براعتك هذه في اللعب بالأوتار؟» كان في الواقع يعبر عن فلسفة الموسيقى التي حاول أرسطو بوصفه أستاذا للإسكندر في صباه، أن يبثها في نفس تلميذه. وقد روى بلوتارك هذه القصة مشيرا إلى أنتيسثينيس
37
Shafi da ba'a sani ba