Masanin Falsafa da Fasahar Kiɗa
الفيلسوف وفن الموسيقى
Nau'ikan
التي لم تتم ، دلالة جمالية عميقة تتكشف لمن يستمع إليها بصبر وأناة؛ فقد كان قبل كل شيء إنسانيا يستخدم مواهبه الفنية في تصوير الشر والقبح كما يتمثلان في المجتمع. ولا شك أن اسم الرومانتيكية يحتاج إلى إيضاح لغوي حين يطبق على موسيقاه؛ إذ إنه لم يقدم إلى سامعيه عن طريق موسيقاه مهربا من الواقع، وإنما وضعهم أمام شهوة الإنسان وجشعه وجها لوجه، وقال ما كان لديه من خلال تلك التجديدات النغمية التي خلقها أستاذه شونبرج. وقد عبر عن مشاعره بتجميع المقامات المختلفة في الأسطر اللحنية التي تؤدى في وقت واحد (
)، وبتجميع الإيقاعات المختلفة بعضها مع بعض (
)؛ ففي «فوتسك» و«لولو» يضفي دلالة جمالية على النظام الاثني عشري. وقد أثبت برج، على نحو أقوى مما أثبت شونبرج، أن الاحترام التقليدي للعلاقة بين نغمة الأساس والنغمة المسيطرة يمكن أن يحل محله سلم تكون فيه لكل نغمة أو صوت في السلم نفس الأهمية التي لكل نغمة أو صوت آخر، وبذلك ساوى في الأهمية كل درجات السلم الموسيقي. كذلك لم ير أي سبب يمنع المؤلف الموسيقي من أن يبدأ موسيقاه بأية نغمة يريدها في السلم، وينتهي بأية نغمة يشاء.
والحق أن أولئك الذين نشئوا منا على موسيقى «الكلافير المعدل»
36
Well Tempered Clavier » والذين يفخرون بأنهم يستمعون في فاجنر إلى ما كان أسلافنا يعجزون عن سماعه، هؤلاء يجدون موسيقى برج جديدة تروع آذانهم، ويرونها ذات رنين نغمي، ونبرات إيقاعية متواترة. ومن جهة أخرى، فإن الكثيرين منا قد تكيفوا موسيقيا مع عصرنا مثلما تكيف أجدادنا مع عصرهم. وهكذا نظل نقدر موسيقى برج كما نقدر موسيقى بيتهوفن. ونسمع من يشكو من أن تنافرات برج الخشنة إن هي إلا تخليط بحت، وأن سطوره الغنائية لا يمكن غناؤها، ولكنا لا ندرك مدى ضجر ربة الموسيقى كلما سمعت هذا الاتهام؛ فبرج ليس أكثر تخليطا اليوم مما كان مونتيفردي في أيامه. والواقع أنه يعود في الأوبرات «فوتسك» و«لولو» إلى النظريات الجمالية الموسيقية التي دعا إليها مونتيفردي، وذلك إذ يؤكد الكلمة المنطوقة في الأوبرا باستخدام فكرة الكلام المرتل التي حاول شونبرج استخدامها في مؤلفه الغنائي «بييرو لونير
» وكان نجاحه في هذا المؤلف أقل من نجاح تلميذه برج.
ويتفق إيجور سترافنسكي
Igor Stravinsky (المولود في 1882م) مع شونبرج على أن السلم الدياتوني قد استنفد أغراضه. وقد أظهر في البدء اهتماما بنظام شونبرج الاثني عشري، ولكنه بدلا من أن يستخدم نظاما جديدا، كما فعل شونبرج باستخدام نظام اثني عشري صارم، قد نحا نحو استعمال المقامات المتعددة تؤدى في وقت واحد لكي يحدث أنواعا جديدة من التآلفات الهارمونية والتأثيرات الموسيقية. ويرى سترافنسكي أن استخدام شونبرج للأنغام الاثنتي عشرة بطريقته المفرطة في التنظيم لا يمكن على الإطلاق أن يكون حلا يؤدي إلى بناء نظرية جمالية جديدة. وإنما يعتقد أن لكل قطعة موسيقية خصائصها الفريدة في ذاتها، ولها منطقها الخاص الذي يجعلها مختلفة عن كل القطع الأخرى. وهو يرى أيضا أن فاجنر قد طبق منطقا موسيقيا موحدا على كل مؤلفاته الموسيقية، فلم يدرك ما عرفه شوبنهور، وما أشار إليه سترافنسكي ذاته في المحاضرات التي ألقاها بجامعة هارفارد من أن الموسيقى فن قائم بذاته، ينبغي ألا يتخلى عن استقلاله في سبيل تحقيق المزج بين الفنون.
وقد قدم سترافنسكي في أوبرا «الملك أوديب
Shafi da ba'a sani ba