Falsafan Larabawa da Malami na Biyu
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Nau'ikan
وغالى قوم فنسبوا ابن تيمية إلى الكبر والعجب، فقد جاء في تعليق على كتاب «القول الجلي في ترجمة ابن تيمية الحنبلي» نقلا عن كتاب «قمع المعارض لابن الفارض» للسيوطي ما نصه:
فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له: ابن تيمية، مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد نقبت في رزيته وفتنته حتى مللت سنين متطاولة، فما وجدت قد أخره في أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا بالكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار.
دعوته
يذكر جولد زيهر في كتاب عقيدة الإسلام وشريعته: «أن ابن تيمية لم يصب حظا من النجاح، وبعد أن تقاذفته المحاكم الدينية مات في السجن سنة 1328م. وكان هم الكاتبين بعد وفاته أن يبحثوا هل كان ملحدا أم كان من الأتقياء المدافعين عن السنة.»
ويقول الأستاذ كرد علي بك في كتاب خطط الشام: «وقد أشبه ابن تيمية في دعوته في الإسلام لوثيروس صاحب المذهب الإنجيلي في النصرانية؛ بيد أن مصلح النصرانية نجح في دعوته، ومصلح الإسلام أخفق ويا للأسف.»
وابن تيمية لم يخفق في دعوته الإصلاحية وإن أبطأ نجاحه قرونا؛ ولهذا الإبطاء عندي سبب هو أن عصر الرجل لم يدرك كنه مذهبه، فعني العلماء يومئذ بما في فتاوى ابن تيمية من المسائل الجزئية، وعنوا بعنف أسلوبه في نقد العلماء وكبار المؤلفين.
وأخذ هو يجري في تيارهم فيعني بالجزئيات والدفاع عن آرائه فيها حتى أصبحت أصول مذهب ابن تيمية يعسر استخلاصها من بين المؤلفات الضخمة والرسائل الكثيرة والمؤلفات الجدلية في أمور فرعية ومسائل جزئية، ولم يخطئ من قال: «ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظمة منزلته.»
وابن قيم الجوزية هو الذي فهم من دون علماء عصره مذهب أستاذه ومهده للأجيال من بعده.
كان ابن تيمية كما أسلفنا في عصر اضطراب وقلق يشمل بلاد الإسلام، وكان المسلمون عرضة لغارات المهاجمين لهم من الخارج، وكانوا عرضة للفرقة والشقاق بين أهل المذاهب والفرق منهم.
وابن تيمية لم يكن يعتقد أن المسلمين يهلكون بعدو يسلط عليهم من غيرهم، وهو يقرر ذلك في رسالته المسماة «قاعدة أهل السنة والجماعة في رحمة أهل البدع والمعاصي ومشاركتهم في صلاة الجماعة»، فيقول: «وقد ثبت في الصحيح أن النبي
Shafi da ba'a sani ba