Falsafan Larabawa da Malami na Biyu
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Nau'ikan
وظل هذا حاله إلى أن توفي بدمشق سنة 339 وصلى عليه سيف الدولة في أربعة أو خمسة عشر من خواصه، ودفن بظاهر دمشق خارج الباب الصغير.
كذلك ذكر المؤرخون وفاة أبي نصر وكلامهم يدل على أنه مات بدمشق موتا طبيعيا، لكن البيهقي في كتابه المخطوط الموجود بدار الكتب المصرية المسمى تاريخ الحكماء روى عن موت الفارابي رواية هذا نصها:
وقد سمعت من أستاذي - رحمه الله - أن أبا نصر كان يرتحل من دمشق إلى عسقلان، فاستقبله جماعة من اللصوص الذي يقال لهم: القبان، فقال لهم أبو نصر خذوا ما معي من الدواب والأسلحة والثياب وأخلوا سبيلي، فأبوا ذلك وهموا بقتله. فلما صار أبو نصر مضطرا، ترجل وحارب حتى قتل ومن معه. ووقعت هذه المصيبة في أفئدة أمراء الشام مواقع فطلبوا اللصوص، ودفنوا أبا نصر وصلبوهم على جذوع عند قبره. وبعض من لم يكن له معرفة بالتواريخ يحكي أن أبا نصر قد عراه الماليخوليا، ومر على شط دجلة برجل يبيع التمر، فقال له: كيف تبيع التمر؟ فأجاب الرجل بكلام غير ملائم فضربه، وقال: أسألك عن الكيف، وأنت تجيب عن الكم.
ولو صحت حكاية قتل الفارابي لأشار إليها من ترجموا له ممن كان زمنهم قريبا من زمنه كأبي الحسن على المسعودي المتوفى سنة 346ه / 957م. على أنا لاحظنا في ترجمة البيهقي للفارابي خلطا تاريخيا يزعزع الثقة بها، وهذه الرواية المنقولة عن قتل الفارابي تشبه أن تكون تحريفا لما رواه المؤرخون عن مقتل أبي الطيب المتنبي الشاعر المشهور في عودته من بلاد فارس إلى الشام سنة 354ه.
وقد وقع للبيهقي خلط أيضا في ترجمة الفارابي حيث نقل عن كتاب أخلاق الحكماء أن الصاحب إسماعيل بن عباد بعث إلى أبي نصر هدايا وصلات واستدعاه إليه، وأبو نصر يتعفف وينقبض ولا يقبل منه شيئا، حتى ضرب الدهر ضرباته ووصل أبو نصر إلى الري، ودخل مجلس الصاحب متنكرا إلى آخر ما ذكره من رواية تشابه القصة المروية عن اتصال الفارابي بسيف الدولة.
والصاحب إسماعيل بن عباد ولد سنة 326، فهو عند موت الفارابي كان صبيا لم يجاوز 13 عاما.
أما صلاة ابن حمدان في بعض خواصه على أبي نصر التي عني المؤرخون بتسجيلها، فهي آية مودة وتكريم من سيف الدولة لرجل آتاه الله حكمة تتعالى عن عقول العامة وقلوبهم.
نمط حياته
وقد عاش الفارابي عيشة الزهاد حياته كلها، فلم يقتن مالا ولا اتخذ صاحبة ولا ولدا.
وكان يستطيع أن يستمتع برفه العيش، خصوصا في شيخوخته أيام استظلاله بظل الملك الجواد سيف الدولة بن حمدان، لكنه لم يكن يتناول من سيف الدولة إلا أربعة دراهم فضة في اليوم يخرجها فيما يحتاجه من ضروري العيش، وهو الذي اقتصر عليها لقناعته ولو شاء زيادة لوجد مزيدا.
Shafi da ba'a sani ba