96

Fawatih Ilahiyya

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية الموضحة للكلم القرآنية والحكم الفرقانية

Mai Buga Littafi

دار ركابي للنشر - الغورية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Inda aka buga

مصر

الجامع لما في الكتب السالفة من الحكم والمواعظ والعبر والأمثال والرموز والإشارات الواردة لهداية التائهين في فضاء وجوده المستغرقين في تيار بحار إحسانه وجوده فعليك ايها المريد القاصد لسلوك طريق الحق ان تلازم هذا الكتاب الذي لا ريب في هدايته لمن آمن بغيب الهوية الإلهية وادام التوجه نحوه صارفا عنان عزمك عن كل ما يشغلك عن ربك مقبلا بشأنك نحو مقصدك ومطلبك معرضا على نفسك ما فيه من الحقائق والمعارف والحكم والاحكام والقصص والتذكيرات إذ ما من حرف من حروف هذا الكتاب الا وهو ظرف لمعان الى ما شاء الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم فلا بد لك عند تلاوة القرآن ان تطهر ظاهرك وباطنك عن جميع لوازم بشريتك بحيث تغيب عنك نفسك وتفنى هويتك وشانك في هوية الحق وأنطقك ربك بكلامه ومتى رسخت هذه الحالة فيك وصارت خلقك وشيمتك فزت بحظك ونصيبك من تلاوته وإياك إياك ان تغفل عند قراءته عن فحص اشارته والتدقيق في روايته ودرايته ومتى صفت سرك وسريرتك عن العوائق كلها وخلصت طويتك عن العلائق برمتها صح لك ان تسترشد منه حسب ما قدر الله لك ووفقك عليه في سابق علمه انه سبحانه على جميع ما يشاء قدير وبإجابته حقيق جدير
[سورة آل عمران]
فاتحة سورة آل عمران
لا يخفى على الراسخين في العلوم اللدنية المتأملين في محكمات الكتب المنزلة من عند الله المتعلقة بتهذيب الظاهر عن الكدورات البشرية ومتشابهاتها المصفية للباطن بالنسبة الى اولى العزائم الصحيحة عن جميع الأوهام والخيالات الفاسدة المنافية لصرافة الوحدة الذاتية الهوية السارية في جميع المظاهر حسب تعددات التجليات المترتبة على الأوصاف والأسماء الذاتية ان سر الإنزال والإرسال والوحى على الأنبياء والإلهامات والارهاصات الواردة على قلوب المخلصين من الأولياء انما هو للتفطن والتنبه على كيفية انبساط الظل الإلهي الممتد على طبيعة العدم المقابل للوجود القابل لانعكاس اشعة انواره الفائضة حسب تجلياته الجمالية والجلالية وكيفية ارتباط الاظلال والعكوس الغير المحصورة على المبدأ الوحدانى الذي هو الوحدة الذاتية التي لا تعدد فيه أصلا الا بحسب الأوصاف والشئون كما قال سبحانه في وصف ذاته المنزه عن شوب الكثرة. قل هو الله احد السورة وقال في شانه المقتضى للتعدد كل يوم هو في شأن وقال في ارتباط الاظلال ورجوعها الى الوحدة وما من دابة الا هو آخذ بناصيتها الآية. وقال ايضا بلسان الاظلال. انا لله وانا اليه راجعون وقال ايضا. كل إلينا راجعون. وقال ان إلينا إيابهم الى غير ذلك من الآيات والاخبار الواردة في هذا الباب والشهودات والكشوفات الصادرة من ارباب الولاء أنار الله براهينهم. ولما كان الإنسان الكامل قابلا لمظهرية جميع الأوصاف الإلهية لائقا للخلافة والنيابة عنه سبحانه انزل عليه من عنده كتابا مشتملا على عموم ما كان ويكون من رطب ويابس ونقير وقطمير كما قال سبحانه في محكم تنزيله. ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وقال في وصف كتابه. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فلا بد للمسترشد الخبير منه ان يتعمق في طلب دفائن اسراره الكامنة في أغواره ويغوص في ذخار تيار بحاره حتى يفوز بغرر فوائده ودرر فرائده ويتحقق بمقام التخلق بأخلاق الله تعالى حتى يتصف بالخلافة والنيابة الإلهية ويستحق الخطاب الإلهي ولهذا خاطب سبحانه رسوله الذي هو أكمل الرسل الكاملين وأتم المخلوقين صلوات الله عليه وسلامه متبركا بِسْمِ اللَّهِ

1 / 97