48

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

البدوية والعودية إلى أن تتأحد مع العقل الذي هو أصلها ومنه بدؤها وإليه

~~عودها.

إيماض:

وأما وجه التعبير عن العقل بالواحد المتكثر وعن النفس بالمتكثر المتوحد؟

فلأن العقل أقرب إلى مرتبة الأحدية (1) الحقة من حيث الصدور، وأدنى من

~~كبرياء التفرد والوحدانية من جهة الظهور، بل هو عبارة عن المرتبة الواحدية

~~المتاخمة لمرتبة الأحدية.

وبعبارة أخرى: هو عالم الأسماء والصفات الإلهية باصطلاح علماء الطريقة

~~(2) مع معاضدة تلويحات الأخبار المعصومية (3) فالأصل فيه الوحدة، وإنما

~~التكثر باعتبار الإحاطة وبحسب الاشتمال على جميع معقولات الأشياء،

~~والاحتواء بقاطبة حقائق الأسماء وعندنا هذا تكثر بالعرض وليس هذا تكثر

~~بالحقيقة، لأن ما يعرض لا حكم له في العلوم فكيف بالعرض لما بالعرض، وأما

~~النفس فلما كانت معلولة من معلول فليست تقرب من موطن الوحدة قرب العقل منه،

~~فلا تكون بمثل تلك المثابة، بل هي أنزل منه في المرتبة، وأيضا لما كانت

~~النفس تفعل بالمادة وهي مما يلزمها الكثرة والقسمة، وكذلك تفعل بالقوى

~~والآلات المتضمنة (4) وتلك القوى منشأ الكثرة وإن كانت بالاعتبار والحيثية،

~~فمن ذلك يعرضها الكثرة والعدة، وإنما التوحد باعتبار ما سترجع هي إليه في

~~سير الأنوار من العقل الكلي الذي صدرت منه.

Shafi 100