Fawaid Dhahabiyya
الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2
Nau'ikan
قال الإمام الذهبي: وبلا ريب أن من جمع علم هولاء الخمسة، وأحاط بسائر حديثهم، وكتبه عاليا ونازلا وفهم علله فقد أحاط بشرط السنة النبوية بل بأكثر من ذلك وقد عدم في زماننا من ينهض بهذا وببعضه فنسأل الله المغفرة، وأيضا فلو أراد أحد أن يتتبع حديث الثوري وحده ويكتبه بأسانيد نفسه على طولها، ويبين صحيحه من سقيمه لكان يجيء "مسنده" في عشرة مجلدات وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي وضبط متونها وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك حتى يتقي ربه ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ فليسع المرء في فكاك رقبته من النار
فلا حول ولا قوة إلا بالله، ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب وشرطه الاتباع والفرار من الهوى والابتداع وفقنا الله وإياكم لطاعته.
ومن كلام عثمان رحمه الله في كتاب "النقض" له: اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سماواته.
قلت: أوضح شيء في هذا الباب قوله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] فليمر كما جاء، كما هو معلوم من مذهب السلف، وينهى السلف وينهى الشخص عن المراقبة والجدال وتأويلات المعتزلة {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول} [آل عمران: 53].
* * *
كلام سهل من سهل
سهل بن عبد الله بن يونس، شيخ العارفين، أبو محمد التستري، الصوفي الزاهد (13/ 330).
عن ابن درستويه، صاحب سهل قال: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث، فقال: اجتهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر.
وروي في كتاب "ذم الكلام" سئل سهل: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟
قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره في قبره.
Shafi 93