Fawaid Dhahabiyya
الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2
Nau'ikan
فما قال الشعر مع كثرته وجودته في قريش، وجريان قرائحهم به، وقد يقع شيء نادر في كلامه عليه السلام موزونا فما صار بذلك شاعرا قط كقوله:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
وقوله:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
ومثل هذا قد يقع في كتب الفقه والطب وغير ذلك مما يقع اتفاقا ولا يقصده المؤلف ولا يشعر به، أفيقول مسلم قط: إن قوله تعالى: {وجفان كالجواب وقدور راسيات} [سبأ: 13] هو بيت؟!
معاذ الله! وإنما صادف وزنا في الجملة والله أعلم (14/ 190).
* * *
ابن الحداد
الإمام، شيخ المالكية، أبو عثمان، سعيد بن محمد صبيح بن الحداد المغربي، أحد المجتهدين، وكان بحرا في الفروع ورأسا في لسان العرب، بصيرا بالسنن (14/ 205).
قال ابن الحداد، دخلت يوما على أبي العباس، فأجلسني معه في مكانه، وهو يقول لرجل: أليس المتعلم محتاجا إلى المعلم أبدا؟ فعرفت أنه يريد الطعن على الصديق في سؤاله عن فرض الجدة.
فبدرت وقلت: المتعلم قد يكون أعلم من المعلم وأفقه وأفضل لقوله عليه السلام: «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (¬1) ثم معلم الصغار القرآن يكبر أحدهم ثم يصير أعلم من المعلم.
Shafi 103