52 - قريء على أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني وأنا أسمع، أخبركم أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ق25ب) الصائغ، حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث، قال: حدثنا أبي، قال: عن غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، طهرني، قال: ويحك، ارجع فاستغفر الله وتوب إليه، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله، طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فيم أطهرك؟ قال: من الزنا، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أبه جنون؟ فأخبر أن ليس به جنون، فقال: أشرب خمرا؟ فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أثيب أنت؟ قال: نعم. فأمر به، فرجم، فكان الناس فيه فريقين، تقول فيه فرقة: لقد هلك ماعز على أسوإ عمله، لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، أن جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده في يده، فقال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم جلوس، فسلم، ثم جلس، ثم قال: استغفروا لماعز بن مالك. قال: فقالوا: يغفر الله لماعز بن مالك.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتها. قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد، فقالت: يا رسول الله، طهرني. فقال: ويحك، ارجعي فاستغفري الله، وتوبي إليه. فقالت: لعلك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك. قال: وما ذاك؟ قالت: إنها حبلى من الزنا. قال: أثيب أنت؟ قالت: نعم. قال: إذن لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك. قال: وكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قد وضعت الغامدية؟ قال: إذا لم نرجمها وندع ولدها صغيرا (ق26أ) ليس له من يرضعه. فقام رجل من الأنصار، فقال: إني أرضعه يا نبي الله. فرجمها.
أخرجه مسلم بن الحجاج، عن محمد بن العلاء، عن يحيى بن يعلى وكأن شيخنا سمعه من مسلم.
Shafi 50