الكرماني) حيث أَثبَت له تتلمذه على البلقيني، وأنه قرأ هذا الكتاب على شيخه البلقيني.
يقول السخاوي في ترجمة الناسخ:
(يحيى بن محمد بن يوسف الكرماني ثم القاهري الشافعي ...، وُلد في رجب سنة اثنتين وستين وسبعمئة بدرب شهدة الكاتبة من بغداد ...، وقدم القاهرة على رأس القرن، فنزل تحت نظر السراج البلقيني في جامع الحاكم، ولازمه في قراءة (الفوائد الجسام على قواعد ابن عبد السلام) وغيرها. . .) (١).
ثالثًا: توثيق مضمون الكتاب للبلقيني:
إن الفقرة السابقة وهي (توثيق نسبة الكتاب للبلقيني) تتعلق بمجرد إثبات نسبة الكتاب للبلقيني، وأنه من تأليفه وليس من تأليف غيره.
أما هذه الفقرة (توثيق مضمون الكتاب للبلقيني) فالمراد بها أن ما جاء من المضمون والمحتوى داخل الكتاب، هو من كلام البلقيني أيضًا، وذلك يُطَمْئِن القارئ أن الكتاب باسمه وفحواه موثوق النسبة للبلقيني.
وقد تيسر الوقوف -أثناء خدمة الكتاب على بعض ما جاء فيه من كلام البلقيني، معزوًا إليه لدى بعض علماء الشافعية (وإن لم يُصرِّحوا بالعزو إلى هذا الكتاب نفسه)، مما يكفي في الجملة لتوثيق مضمون هذا الكتاب للبلقيني.
فمن ذلك مثلًا:
ما جاء في النص رقم ٤١٢ من هذا الكتاب:
نقل البلقيني قول الشيخ ابن عبد السلام: (قَدَّ ملفوفًا بنصفين).
ثم قال معلِّقًا عليه:
_________
(١) الضوء اللامع ١٠: ٢٥٩، ٢٦٠.
1 / 24