161

Fawaid

الفوائد

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1393 AH

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

Tariqa
وَأما خوف أوليائه من مكره فَحق فَإِنَّهُم يخَافُونَ أَن يخذلهم بِذُنُوبِهِمْ وخطاياهم فيصيرون إِلَى الشَّقَاء فخوفهم من ذنوبهم ورجاؤهم لِرَحْمَتِهِ وَقَوله أفأمنوا مكر الله إِنَّمَا هُوَ فِي حق الْفجار وَالْكفَّار وَمعنى الْآيَة فَلَا يعْصى ويأمن مُقَابلَة الله لَهُ على مكر السَّيِّئَات بمكره بِهِ إِلَّا الْقَوْم الخاسرون وَالَّذِي يخافه العارفون بِاللَّه من مكره أَن يُؤَخر عَنْهُم عَذَاب الْأَفْعَال فَيحصل مِنْهُم نوع اغترار فيأنسوا بِالذنُوبِ فيجيئهم الْعَذَاب على غرّة وفترة وَأمر آخر وَهُوَ أَن يغفلوا عَنهُ وينسوا ذكره فيتخلى عَنْهُم إِذا تخلوا عَن ذكره وطاعته فيسرع إِلَيْهِم الْبلَاء والفتنة فَيكون مكره بهم تخليه عَنْهُم وَأمر آخر أَن يعلم من ذنوبهم وعيوبهم مَا لَا يعلمونه من نُفُوسهم فيأتيهم الْمَكْر من حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ وَأمر آخر أَن يمتحنهم ويبتليهم بِمَا لَا صَبر لَهُم عَلَيْهِ فيفتنون بِهِ وَذَلِكَ مكر فصل السّنة شَجَرَة والشهور فروعها وَالْأَيَّام أَغْصَانهَا والساعات أوراقها والأنفاس ثَمَرهَا فَمن كَانَت أنفاسه فِي طَاعَة فثمرة شجرته طيبَة وَمن كَانَت فِي مَعْصِيّة فثمرته حنظل وَإِنَّمَا يكون الجداد يَوْم الْمعَاد فَعِنْدَ الجداد يتَبَيَّن حُلْو الثِّمَار من مرّها وَالْإِخْلَاص والتوحيد شَجَرَة فِي الْقلب فروعها الْأَعْمَال وَثَمَرهَا طيب الْحَيَاة فِي الدُّنْيَا وَالنَّعِيم الْمُقِيم فِي الْآخِرَة وكما أَن ثمار الْجنَّة لَا مَقْطُوعَة وَلَا مَمْنُوعَة فثمرة التَّوْحِيد وَالْإِخْلَاص فِي الدُّنْيَا كَذَلِك والشرك وَالْكذب والرياء شَجَرَة فِي الْقلب ثَمَرهَا فِي لدُنْيَا وَالْخَوْف والهم وَالْغَم وضيق الصَّدْر وظلمة الْقلب وَثَمَرهَا فِي الْآخِرَة الزقّوم وَالْعَذَاب الْمُقِيم وَقد ذكر الله هَاتين الشجرتين فِي سُورَة إِبْرَاهِيم فصل إِذا بلغ العَبْد أعْطى عَهده الَّذِي عَهده إِلَيْهِ خالقه ومالكه فَإِذا أَخذ عَهده بِقُوَّة وَقبُول

1 / 164