65- قرأنا على أبي عمرو محمد بن عبد الرحمن بن صالح البصري ، بالبصرة ، قال : حدثنا أحمد بن رشد الهلالي ، قال : ثنا عمي سعيد بن خثيم ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك ، قال : " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح وأنشده : أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه الفتى لاستكانة من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي ولا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي العلهز الفشل وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر ، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ورفع يده إلى السماء ، وقال : " اللهم اسقنا غيثا مغيثا سريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها وكذلك يخرجون " فوالله ما رد يده إلى نحره حتى ألقت السماء بأدوائها ، فدخل أهل البطانة يعجون : يا رسول الله الغرق فرفع يده إلى السماء ، ثم قال : " اللهم حوالينا ولا علينا " فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : " لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه ، من ينشد قوله ؟ " فقام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : أنا يا رسول الله أردت :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
تلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواصل
كذبتم وبيت الله يأوي محمدا ولما نقاتل دونه ونناضل
Shafi 16