Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Nau'ikan
فقالت الإمبراطورة: تسألني يا مولاي؟ - بل اسأل وصيفتك البارونة برجن.
فاكفهرت البارونة قليلا وقالت: كيف أدري يا مولاي؟ - كيف تدرين؟ هل تنكرين أنك احتلت حيلة هائلة حتى حصلت على الأمر بطلب الحلي؟ - عفو مولاي، لم أحتل قط.
فسخط بها قائلا: عجبا! أما أخذت الأمر من رئيسة دير الراعي الصالح؟ - لا أنكر أني أخذته منها. - ما شأنك حتى تأخذيه ؟ - كنت يا مولاي بالصدفة زائرة لها، فورد لها كتاب من جلالتكم، ولما لم تفهم المقصود منه عرضته علي لكي أفسره لها، فقلت لها إني أعود إلى جلالتكم به. - حسنا، ولكنك لم تأت به إلي. - ذلك لأني فهمت أنه أمر لشخص آخر، وقد أرسل خطأ إلى رئيسة الدير، ولكي لا يفوت الوقت أرسلته إلى من قصدتم جلالتكم أن يرسل إليه مع رسول لا يقل طاعة وأمانة لجلالتكم عن الرسول الأول.
فقدح الشرر من عيني الإمبراطور وقال: أصبحت الإمبراطور الأول في البلاط تمضين وتقضين وتأمرين! - كلا يا مولاي، بل أنا منفذة أمر جلالتكم.
وكاد الإمبراطور يرتجف من الحنق فقال: حسنا، وأين رسولك الطائع الأمين الآن؟ - إن أهل المكايد والدسائس في البلاط راموا يا مولاي أن يشوهوا أمانته ويقاوموا طاعته، فجعلوا يطاردونه من مكان إلى مكان، وهو لا يسلم الأمانة إلا بعد تسليم روحه، فما الذنب ذنبه ولا ذنبي يا مولاي، وإنما هو ذنب ذوي المكايد في هذا البلاط. - صه. مه. لا أعرف كائدا ودساسا في البلاط سواك. - ربما كنت كما تقول جلالتكم. - إذن تعترفين! - إذا كان جلالة الإمبراطور يغمض جفنه عن الدسائس التي تدس والمكايد التي تكاد ضد الإمبراطورة، فلا حيلة لوقاية جلالتها من هذه المكايد والدسائس إلا بمكائد ودسائس مثلها. - صمتا، لا أحد يجسر أن يكيد لجلالتها. - إن الذين يطاردون الآن الرسول الأمين هم أنفسهم الذين كادوا لجلالتها تلك المكيدة الفظيعة التي سيقت بها جلالتها إلى دائرة البوليس كمجرمة، وهم أصحاب الحول والطول في البلاط الآن. - ويحك ماذا تقولين! - أقول يا مولاي إن المدعوة البارونة ليوتي التي تستأمن على أسرار جلالتكم هي نفسها الكونتيس ألما فورتن التي خدعت جلالتها وقادتها إلى المكان الدنس، وهي نفسها نينا فرون الممثلة وزميلة كاترين. - صه. وما شأن نينا هذه بالبلاط؟ - هي يا مولاي صديقة الفون درفلت وشريكته في المكائد.
فتجهم الإمبراطور وانقلبت سحنته وقال: ويحك يا امرأة! غدا تستجوبين عن كل هذه الأقوال، وغدا أقيم ميزان الدينونة، وغدا أعاقب كل ذي مكيدة شر عقاب. - إن غدا ليوم سعيد في تاريخ البلاط يا مولاي؛ إذ يتطهر البلاط فيه من أهل المكر والخديعة، وتستقل جلالة الملكة في عرشها. فأهلا بالغد.
عند ذلك وافت إحدى الوصيفات تقول: إن الوزير تسزا يرجو الامتثال لدى جلالة الإمبراطور في الحال.
فاستقبله الإمبراطور في غرفته، فقال الوزير: إن الجمع ضج من غياب جلالتكم ومن تأخر جلالتها.
فسخط به الإمبراطور قائلا: ويحك! هل انعقد لسانك؟ أليس لك منطق يسكت الجمع؟ - إن ظهور جلالتكم في البهو لأفصح من منطقي يا مولاي.
فذهب الإمبراطور إلى البهو ووقف في وسطه، فسكت الجمع في الحال، فقال الإمبراطور: إن جلالة الملكة تشعر بصداع شديد وقد أصابها إغماء، وذلك نتيجة الجهد في الاستعداد لهذه الحفلة، وليس في وسعها أن تحضرها.
Shafi da ba'a sani ba