Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Nau'ikan
فلذلك تقدمت نينا وتلقته في طريقه قائلة: مهلا يا حضرة الماجور جوزف شندر، تحية وسلاما.
فبغت الفتى إذ رأى سيدة حسناء تعترضه في الطريق وتناديه باسمه، وقال: عفوا يا سيدتي، لا أرى وجهك واضحا في هذا الظلام، فلا تؤاخذيني إذا كنت لا أتذكر من أنت. - لا تستكد ذاكرتك فأنت لا تعرفني. - إذن، إذا كنت أستطيع خدمة لك، فأرجو أن تعودي إلي غدا صباحا؛ لأني الآن في شاغل عاجل.
ورام أن يتجاوزها، فأمسكت به قائلة: مهلا، ما أنا التي في حاجة إليك، بل أنت في حاجة إلي. - لا بأس نتكلم غدا. - بل الآن لأن الأمر عاجل. - الآن أنا مضطر أن أسير في سبيلي، فبالله دعيني يا سيدتي. - لا أدعك؛ لأني لم أعترض لك في هذا المكان وفي هذا الغلس إلا لكي أحذرك. - تحذرينني! مماذا؟ - أحذرك من الذهاب إلى حيث أنت ذاهب. - كيف تدرين يا سيدتي إلى حيث أنا ذاهب؟ - أدري أنك ذاهب إلى هذه الحديقة.
فأجفل جوزف قائلا: من قال لك؟ إنك مخطئة الظن بي؟ - سواء عندي أنكرت أو اعترفت، فعلي أن أحذرك من الخطر الذي في سبيلك هذا. - ما الذي يحملك على تحذيري؟ - لعل الحامل عليه مصلحة مشتركة بيننا. - لا أفهم هذه المصلحة. - إذن اعدل الليلة عن مشروعك هذا، وهلم معي نتفاهم.
فأوجس جوزف وقال: إلى أين؟ - إلى حيث تشاء في غير هذا المكان. - فتردد الفتى ثم قال: كيف تعرفينني يا سيدتي؟ - ستعلم، دعنا الآن نسير في طريقنا إلى حيث تشاء؛ لأن وقوفنا هنا يدعو إلى المظنة. - ولكن ما هو الخطر الذي تحذرينني منه؟ - عجبا لذكي مثلك يسأل هذا السؤال. - لعلك مخطئة؛ إذ لا أرى أن مسيري يؤدي إلى خطر. - ليس الخطر عليك وحدك. - على من أيضا؟ - على الفتاة التي تحاول أن تقابلها خلسة، وربما كان الخطر عليها أشد.
فوجف فؤاد جوزف وقال: أي فتاة؟ - يا لله، ألا تزال تتجاهل علاقتك بالفتاة أميليا التي تقطن في هذا المنزل؟ - عجبا كيف تعرفين ذلك؟ - لا خفي إلا ويظهر. - وما هو الخطر؟ - الخطر شديد قد يقضي بحرمانك رؤية الفتاة بتاتا. - يا لله! وهل تجنب هذا الخطر ينجيني من هذا الحرمان؟ - كذا أؤمل.
فأنس الفتى للسيدة وقال: وهل لك صلة بالفتاة؟ - ربما، والأفضل أن نبرح من مكان الخطر. - إلى أين تذهب؟ - هل تريد أن نذهب إلى حانة هرمن. - نذهب، فما هي ببعيدة، وفي زواياها مختلى لنا.
وفي دقائق قليلة كانا في زاوية منفردة من تلك الحانة، فقال الفتى: ماذا تعرفين عن الفتاة؟ - بل ماذا تعرف عنها أنت؟ - بل قولي أنت. - أقول إنها ليست ابنة المرأة المدعوة مرغريت ميزل التي تقطن معها. - ابنة من إذن؟ - ماذا عرفت أنت عن أبويها؟ - لم أعرف شيئا، فقولي لي ماذا تعرفينه أنت؟ - أعرف أن مرغريت ليست أمها، وإنما هي مربية لها ورقيبة عليها، وما هي بولية أمرها. - إذن من هو ولي أمرها؟ - أناس في البلاط.
فاختلج الفتى وقال: في البلاط! - نعم، والبارونة مرثا برجن تشرف عليهما؛ لهذا أقول لك إن الخطر شديد عليك وعلى الفتاة معا؛ لأن البارونة في المنزل الليلة لأجل المراقبة، ذلك لأن إشاراتكما المتبادلة أصبحت معلومة، ولو سرت في سبيلك الليلة لوقعت في فخ.
فوجف الفتى وقال: لست أخاف. - ألا تخاف على الفتاة التي تحبها؟ - ما ذنبها؟ - ذنبها أنها تخالس فتى مقابلات سرية غير مشروعة؛ فقد أنجيتها الليلة من عقاب هذا الذنب، وأنجيت نفسك من هجرها فينا كلها إلى حيث لا تعود تدري أنت مصيرها.
Shafi da ba'a sani ba