Fatima Zahra da Fatimiyyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Nau'ikan
إذا وصفت نشأة الزهراء بكلمة واحدة تغني عن كلمات فالجد هو تلك الكلمة الواحدة.
درجت في دار أبويها، والدار يومئذ مقبلة على أمر جلل لم تتجمع بوادره في غير تلك الدار، وغار حراء.
أمر جلل لا تقف جلالته عند جدران الدار، ولا عند أبواب المدينة التي اشتملت عليها، ولا عند حدود الجزيرة العربية بعمارها وقفارها، بل هو الأمر الجلل الذي يطبق العالم بأسره عصورا وراء عصور؛ لأنه هو أمر الدعوة الإسلامية التي كانت يومئذ تختلج في صدر واحد، هو صدر أبي الزهراء عليه السلام.
ما هذه الصلوات والتسبيحات؟ ما هذه الهينمة
1
بين الأبوين؟ ما هذا الوجل وما هذا القنوت؟
2
أكبر الظن أن الطفلة الصغيرة لم تستغرب شيئا من هذا؛ لأن الطفل لا يستغرب الأمر إلا إذا رأى ما يخالفه، وهي لم تفتح عينيها على غير هذه البوادر والمقدمات.
أكبر الظن أن الزهراء الصغيرة لم تستغرب شيئا مما كان يحيط بها وهي تدرج في مهدها، ولكن الطفل الذي يحسب هذه المشاهد من مألوفاته ينفرد بمألوفات لا تتكرر من حوله، ويتخذ له قياسا للألفة والغرابة منفردا بين أقيسة النفوس.
وأكبر الظن أنه ينشأ منطويا على نفسه، مستخفا بما يخف له الناس من حوله، متطلبا من عادات النفوس وطبائعها غير ما يتطلبون.
Shafi da ba'a sani ba