Fatima Zahra da Fatimiyyun
فاطمة الزهراء والفاطميون
Nau'ikan
وتناظرت محافل الليل ومحافل النهار، ولا سيما في شهر رمضان وليالي الأعياد، وعود الخلفاء الشعب أن يستضيفوه ويمدوا له الأسمطة
2
ويخرجوا إليه يحيونه ويتلقون منه التحية، وأصبح الوافدون إلى مصر يحسبونها أمة فرغت للمواكب والمحافل والأسمار.
ولم يكن قصارى ما في تلك المواكب أنها مظاهر لهو وفراغ تعطل فيها الأعمال وتنسى فيها تكاليف المعيشة، بل هي كانت في حقيقتها معارض للفنون والصناعات، يسير فيها أصحاب كل فن وصناعة على نظام معلوم، ويتقدم كل طائفة نقيبها وأساتذتها يترنمون بمفاخر فنونهم وصناعاتهم ويعلنون عنها ويدلون عليها، ومن هذه المواكب ما بقى إلى اليوم في زفة رمضان وزفة جبر البحر، ومن تلك المحافل ما بقى في طلعة رجب ونصف شعبان وغيرها من ليالي الذكرى للأموات والزيارة للأحياء.
لا جرم كانت مصر إبان هذه الحضارة ملتقى الرواد والقصاد، ولا جرم تحفل قصور الخلفاء والكبراء بمن يقصدون رحاب ذوي السلطان في كل زمان ومكان، وأولهم السياح والشعراء.
فما من رحالة أنجبه العالم الإسلامي لم يتخذ من مصر مقاما أو مزارا في تلك الأيام، وما من قصر من قصور الملك في المشرق والمغرب عمر في ذلك العصر بمثل ما عمرت به القصور الفاطمية من الشعراء والأدباء.
وأوصى الخلفاء والأمراء شعراءهم بالإيجاز لازدحام القالة وكثرة المقال، وزادوهم في الجزاء لكيلا يقال: إنه قصد في العطاء لا قصد في الثناء، فقال أحدهم ابن مفرج، يخاطب الخليفة الحافظ:
أمرتنا أن نصوغ المدح مختصرا
لم لا أمرت ندى كفيك يختصر
ومن شعراء العصر من كان على خلاف مذهب الشيعة وكان يجهر بهذه المخالفة، كعمارة اليمني الذي قال:
Shafi da ba'a sani ba