النحاة، وغير ذلك، ورأيتهم لم يذكروا علماء تكرور لبعد المسافة بينهم وبين علمائنا، وكان في تعريفهم صحة ما قالوا أو ضعفه بالإسناد إليهم.
وعد الإسناد من خصائص هذه الأمة، وكان في التعريف بهم تبرك بذكرهم كما هو معلوم، إلى غير ذلك من الثمرات، أردت أن آتي بتاريخ أعيان علماء التكرور لتعرف مراتبهم في الفقه والدين. وقد قال الفقيه سيدي أحمد بن أندغمحمد في أول الفتوح القيومية له: إن ما كان من العلم معقولا لا يحتاج إلى معرفة قائله إلا من حيث كون ذلك كمالا فيه، وما كان منه منقولا فموكول إلى أمانة ناقله، فلزم تعريفه والبحث عن حاله، لأن من اعتمد في نقله عمن لا يعرف حاله، كان كالباني على غير أساس في نقله. انتهى. ولم أذكر غير المشاهير من العلماء، لأن الإحاطة متعذرة، وربما تركت ذكر من كان مشتهرا منهم لبعد داره مني، أو لعدم معرفتي بأخباره، مرتبا لهم على حروف المعجم المغربية، مقدما عند اتفاق أسمائهم من سبقت وفاته على غيره، وذاكرا فيهم من دخل التكرور من غير أهله، وكان شيخا لهم مشتهرا رجاء بركته، وسميته فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور.
ولتكرور إقليم واسع ممتد شرقا إلى ادغاغ (^٢)، ومغربا إلى بحر بني زناقية (^٣) وجنوبا إلى بيط، وشمالا إلى آدرار، والله الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
_________
(^٢) في نسخة أ: إدغانج.
(^٣) سقطت كلمة «بني» من ب.
1 / 26