Fath Majid
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Bincike
محمد حامد الفقي
Mai Buga Littafi
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Lambar Fassara
السابعة
Shekarar Bugawa
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Inda aka buga
مصر
Nau'ikan
١ ولد في العيينة سنة ١١١٥ وتوفي بالدرعية سنة ١٢٠٦ ﵀.
1 / 3
١ ولد بصنعاء سنة ١٠٥٩ وتوفي في شعبان سنة ١١٨٢ وكان إماما جليلا، له المؤلفات الكثيرة النافعة، منها: سبل السلام شرح بلوغ المرام، ومنحة الغفار على ضوء النهار، والعدة على شرح العمدة لابن دقيق العيد، وشرح التنقيح في علوم الحديث. ٢ قالها في رثاء الشيخ ﵀، وهي تسعة وثلاثون بيتا مذكورة بتمامها في كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" في حوادث سنة ١٢٠٦ (ج١ ص٩٥) توفي ابن غنام سنة ١٢٢٥ وله ترجمة في عنوان المجد (ج١ ص١٤٩) .
1 / 4
١ كان عالما فاضلا بارعا في الحديث والتفسير والفقه، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، صادق الاتصال بالله، قتل ﵀ في آخر سنة ١٢٣٣، وشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا بعد دخوله الدرعية واستيلائه عليها، فأحضره إبراهيم، وأظهر بين يديه آلات اللهو والمنكر إغاظة للشيخ، ثم أخرجه إلى المقبرة وأمر العساكر أن يرموه بالرصاص جميعا فمزقوا جسمه ﵀ ورضي عنه-. اهـ. (عنوان المجد ج١ ص٢١٠) .
1 / 5
١ أبو داود: الأدب (٤٨٤٠)، وابن ماجه: النكاح (١٨٩٤) . ٢ ضعيف جدا: الحديث بهذا اللفظ ليس عند ابن حبان، وإنما الذي عنده بلفظ: "بحمد الله" رقم [(١)، (٢) - الإحسان] وسيأتي تخريجه عند أبي داود وابن ماجة. وإنما أخرجه بهذا اللفظ: الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (١٢١٠) ومن طريقه السمعاني في أدب الإملاء ص (٥١)، ورواه السبكي في طبقات الشافعية (١/٦) من طريق الرهاوي الذي أخرجه هو أيضا في الأربعين له كما أشار إلى ذلك غير واحد من أهل العلم. وهو حديث ضعيف جدا ضعفه الحافظ كما نقله عنه صاحب الفتوحات الربانية (٣/٢٩٠) . وضعفه السيوطي في الجامع بهذا اللفظ وحسنه بلفظ: "بحمد الله". وقال الألباني في الإرواء رقم (١) "ضعيف جدا ولا تغتر بمن حسنه". اهـ. ٣ ضعيف: أبو داود: كتاب الأدب (٤٨٤٠): باب الهدى في الكلام. وابن ماجة: كتاب النكاح (١٨٩٤): باب خطبة النكاح وفي رواية أبي داود: "بالحمد فهو أجذم" وأشار إلى أنه مرسل، ومع ذلك فقد حسنه ابن الصلاح والنووي والعراقي، وأما الحافظ في الفتح (١/٨) فأشار إلى أن في إسناده مقالا. وضعفه الألباني في الإرواء برقم (٢) . ٤ ابن ماجه: النكاح (١٨٩٤)، وأحمد (٢/٣٥٩) . ٥ ضعيف: أحمد (٢/٣٥٩) . والدارقطني (١/٢٢٩) وأشار إلى أنه مرسل والحديث هو نفسه الرواية التي مرت بتخريج رقم [٢] . ٦ رواه البخاري في حديث أبي سفيان الطويل الذي رواه عن ابن عباس في كتاب بدء الوحي.
1 / 6
كوني مستعينا بذكره، متبركا به. وأما ظهوره في: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ ١ وفي: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا﴾ ٢؛ فلأن المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى. والاسم مشتق من السمو وهو العلو. وقيل: من الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم. قوله: "الله" قال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة، وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاما واحدة مشددة مفخمة. قال العلامة ابن القيم ﵀: الصحيح: أنه مشتق، وأن أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ. وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلى. والذين قالوا بالاشتقاق إنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى. وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير، والسميع، والبصير; ونحو ذلك. فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله. وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلا وفرعا، ليس معناه أن أحدهما متولد من الآخر، وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة. قال أبو جعفر ابن جرير: "الله" أصله "الإله" أسقطت الهمزة التي هي فاء الاسم فالتقت اللام التي هي عين الاسم واللام الزائدة وهي ساكنة فأدغمت في الأخرى، فصارتا في اللفظ لاما واحدة مشددة. وأما تأويل "الله" فإنه على معنى ما روي لنا عن عبد الله بن عباس قال: "هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق ". لما وساق بسنده عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال: " الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ". فإن قال لنا قائل: وما دل على أن الألوهية هي العبادة وأن الإله هو المعبود، وأن له أصلا في فعل ويفعل، وذكر بيت رؤبة بن العجاج٣: _________ ١ سورة العلق آية: ١. ٢ سورة هود آية: ٤١. ٣ كذا في الأصل، والعبارة ناقصة. ونصها: فإن قال لنا قائل: فهل لذلك في فعل ويفعل أصل كان منه بناء هذا الاسم؟ قيل: أما سماعا من العرب فلا، ولكن استدلالا. فإن قال: وما دل على أن الألوهية هي العبادة وأن الإله هو المعبود، وأن له أصلا في فعل يفعل؟ قيل: لا تمانع العرب في الحكم لقول القائل يصف رجلا بعبادة الله ويطلب مما عند الله: "تأله فلان" بالصحة ولا خلاف. ومن ذلك قول رؤبة. إلخ.
1 / 7
١ قال في اللسان: مدهه يمدهه مدها، مثل مدحه، والجمع: المده، أي المستحقات المدح لحسنهن وجمالهن. والتأله: التنسك والتعبد. واسترجعن: قلن إنا لله وإنا إليه راجعون. ٢ موضوع: ابن جرير (١/٤٢) . وسيورده المؤلف أيضا مرفوعا بلفظ "إن عيسى ابن مريم قال: الرحمن: رحمن الآخرة والدنيا، والرحيم رحيم الآخرة" وهو عند ابن جرير أيضا والحديث موضوع. قال ابن عدي كما في الميزان (١/١٥٣): باطل وحكم ابن الجوزي بوضعه في كتابه الموضوعات (١/٢٠٣، ٢٠٤) . وأقره السيوطي في اللآلي (١/١٧٢) . وابن عراق في تنزيه الشريعة (١/٢٣١) . والشوكاني في الفوائد المجموعة (١٣٧٤) . ٣ مسلم: الصلاة (٤٨٦)، والترمذي: الدعوات (٣٤٩٣)، والنسائي: التطبيق (١١٠٠،١١٣٠)، وأبو داود: الصلاة (٨٧٩)، وابن ماجه: الدعاء (٣٨٤١)، وأحمد (٦/٥٨)، ومالك: النداء للصلاة (٤٩٧) .
1 / 11
١ سورة آل عمران آية: ١٩١. ٢ سورة الفاتحة آية: ١. ٣ قطعة من حديث لعائشة ﵂ ص١١ لا أحصي ثناء. رواه مسلم: كتاب الصلاة (٤٨٦) (٢٢٢): باب ما يقال في الركوع والسجود. ٤ تقدم تخريجه برقم [٤] ص ١٢ وهو موضوع حديث عيسى ﵊. ٥ في مدارج السالكين (ج١ ص١٨) .
1 / 12
١ سورة الأحزاب آية: ٤٣. ٢ سورة التوبة آية: ١١٧. ٣ سورة طه آية: ٥. ٤ هذه الجملة في بعض النسخ دون بعض. ٥ صحيح، ص ١٣ قول علي ﵁. أحمد (١/١٤٤) . وقال الهيثمي في المجمع (٢/٣٦): "وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط في آخر عمره" ا. هـ. والحديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري: كتاب الأذان (٦٥٩): باب من جلس ينتظر الصلاة وفضل المساجد. ومسلم: كتاب المساجد (٦٤٩) (٢٧٣): باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة. ٦ انظر تفصيل ذلك في كتاب: "جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام" للعلامة المحقق ابن القيم ﵀، فإنه استوفى المذاهب في ذلك، وبين الحق فيها، وأن المراد من الآل أتباعه الذين آمنوا به.
1 / 13
١ سورة الكافرون آية: ١. ٢ سورة آل عمران آية: ٦٤.
1 / 11
١ سورة البقرة آية: ١٦٣. ٢ سورة النحل آية: ٥١. ٣ سورة المؤمنون آية: ١١٧. ٤ سورة الزخرف آية: ٤٥. ٥ سورة الممتحنة آية: ٤. ٦ سورة الصافات آية: ٣٥. ٧ سورة الصافات آية: ٣٦.
1 / 12
١ سورة يوسف آية: ١٠٦. ٢ ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ٣ سورة المؤمنون آية: ٨٤-٨٥-٨٦-٨٧-٨٨-٨٩. ٤ سورة الزمر آية: ٤٣-٤٤. ٥ سورة يونس آية: ١٨. ٦ سورة الأنعام آية: ٩٤. ٧ سورة البقرة آية: ١٦٥. ٨ أي ممن يزعمون معرفة التوحيد على هذا المعنى، ككثير ممن ينتسبون إلى الإسلام، ويشتغل بالسحر الذي هو عبادة الكواكب والشياطين بأنواع العزائم والبخور، وذبح الحيوان الأسود أو الأحمر وغير ذلك مما سيأتي تفصيله.
1 / 13
١ أي يذبح لها الذبائح، ويصنع الأطعمة، كما يفعل الحاج لبيت الله من المناسك. ٢ سورة الذاريات آية: ٥٦.
1 / 14
١ سورة القيامة آية: ٣٦. ٢ سورة النساء آية: ٦٤. ٣ رواه الإمام أحمد والبخاري. ٤ سورة النحل آية: ٣٦.
1 / 15
١ ذكره ابن كثير عن حسان بن قائد العبيسي عن عمر قال: "إن الجبت السحر، والطاغوت الشيطان، وإن الشجاعة والجبن تكون غرائز في الرجال" إلخ. ثم قال الحافظ: ومعنى قوله في الطاغوت "أنه الشيطان" قوي جدا، فإنه يشمل كل شر كان عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان، والتحاكم إليها، والاستنصار بها. وكذلك رواه ابن جرير. ٢ سورة البقرة آية: ٢٥٦. ٣ سورة الأنبياء آية: ٢٥.
1 / 16
١ سورة النحل آية: ٣٦. ٢ سورة النحل آية: ٣٥. ٣ سورة المائدة آية: ٤٨. ٤ سورة الإسراء آية: ٢٣. ٥ سورة الإسراء آية: ٢٣-٢٤. ٦ سورة لقمان آية: ١٤.
1 / 17
١ أخرجه عن أنس: ابن أبي شيبة والبزار في مسنديهما من طريق سلمة بن وردان عنه، وسلمة ضعيف. ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وابن حبان في ثقاته وصحيحه، والطبراني في الكبير، والبخاري في بر الوالدين، والبيهقي في شعب الإيمان، والضياء المقدسي في المختارة، كلهم عن كعب بن عجرة، ورجاله ثقات. وأخرجه ابن حبان في الصحيح والثقات والطبراني ورجاله ثقات عن مالك بن الحويرث، ورواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني في تهذيبه والدارقطني في الأفراد. وأشار إليه الترمذي وأخرجه النسائي وابن السني في اليوم والليلة، والضياء المقدسي في المختارة، كلهم عن جابر بن عبد الله. وأخرجه البزار والطبراني عن عمار بن ياسر. وأخرجه البزار عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني عن ابن عباس وأبي ذر. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أبي هريرة وهو عند البيهقي في الدعوات مختصرا. وعند الترمذي وأحمد وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه الدارقطني في الأفراد، والبزار في مسنده، والطبراني في الكبير عن جابر بن سمرة، وأخرجه البزار والطبراني وابن أبي عاصم عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي.
1 / 18
١ مسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٥١)، وأحمد (٢/٣٤٦) . ٢ البخاري: الأدب (٥٩٧٦)، ومسلم: الإيمان (٨٧)، والترمذي: البر والصلة (١٩٠١) وتفسير القرآن (٣٠١٩)، وأحمد (٥/٣٦،٥/٣٨) . ٣ البخاري: كتاب الأدب (٥٩٧٦): باب عقوق الوالدين من الكبائر. ومسلم: كتاب الإيمان (٨٧) (١٤٣): باب بيان الكبائر وأكبرها. الترمذي كتاب البر والصلة (١٨٩٩): باب الفضل في رضا الوالدين وابن حبان (٢٠٢٦ - موارد) . والحاكم (٤/١٥١، ١٥٢) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي قال الألباني في الصحيحة (٢/٣٠): "وهو كما قالا". وقال الأرناؤوط في تخريج شرح السنة (١٢/١٣): "وسنده صحيح" والحق أن الحديث إسناده ضعيف. فإن في إسناده عطاء العامري وهو مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه يعلى كما قال أبو الحسن القطان كما في التهذيب (٧/٢٢٠) . وقال الذهبي في الميزان (٣/٧٨): "لا يعرف إلا بابنه". وفي التقريب (٢/٢٣): "مقبول". ولم يرو له مسلم بل روى له البخاري في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي. ٤ سورة النساء آية: ٣٦. ٥ أبو داود: الأدب (٥١٤٢)، وابن ماجه: الأدب (٣٦٦٤) . ٦ قال في قرة العيون: وهذه الآية تبين العبادة التي خلقوا لها أيضا. فإنه تعالى قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه، وهو الشرك في العبادة فدلت هذه الآية على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة فلا تصح بدونه أصلا كما قال تعالى: ٨٨: ٦ (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)، وقال تعالى: ٣٩: ٦٥، ٦٦ (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) فتقديم المعمول يفيد الحصر أي بل الله فاعبده وحده لا غيره، كما في فاتحة الكتاب: (إياك نعبد وإياك نستعين)، وقرر تعالى هذا التوحيد بقوله: ١١: ٣٩ (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين)، والدين هو العبادة بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، كما قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-: والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني وتقدم أن أصله وأساسه توحيد العبادة فلا تغفل عما تقدم.
1 / 19
١ سورة الأنعام آية: ١٥١. ٢ في قرة العيون: وقد وقع الأكثر من متأخري هذه الأمة في هذا الشرك الذي هو أعظم المحرمات، كما وقع فيه أهل الجاهلية قبل مبعث النبي ﷺ، عبدوا القبور والمشاهد والأشجار والأحجار والطواغيت والجن، كما عبد أولئك اللات والعزى ومناة وهبل وغيرها من الأصنام والأوثان، واتخذوا هذا الشرك دينا، ونفروا إذا دعوا إلى التوحيد أشد نفرة، واشتد غضبهم لمعبوداتهم كما قال تعالى ٣٩: ٤٥ (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) وقال تعالى: ٤٦: ١٧ (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) وقال: ٣٥: ٣٧، ٣٦ (أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون) علموا أن لا إله إلا الله تنفي الشرك الذي وقعوا فيه، وأنكروا التوحيد الذي دلت عليه. فصار أولئك المشركون أعلم بمعنى هذه الكلمة "لا إله إلا الله" من أكثر متأخري هذه الأمة، لا سيما أهل العلم منهم الذين لهم دراية في بعض الأحكام وعلم الكلام، فجهلوا توحيد العبادة فوقعوا في الشرك المنافي له وزينوه، وجهلوا توحيد الأسماء والصفات وأنكروه، فوقعوا في نفيه أيضا وصنفوا فيه الكتب؛ لاعتقادهم أن ذلك حق وهو باطل، وقد اشتدت غربة الإسلام حتى عاد المعروف منكرا والمنكر معروفا، فنشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير. وقد قال النبي ﷺ: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ" وقد قال ﷺ: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وهذا الحديث قد صح من طرق كما ذكره العماد ابن كثير وغيره من الحفاظ، وهو في السنن وغيرها. ورواه محمد بن نصر في كتاب الاعتصام، وقد وقع ما أخبر به النبي ﷺ بعد القرون الثلاثة. فلهذا عم الجهل بالتوحيد الذي هو أصل دين الإسلام; فإن أصله أن لا يعبد إلا الله وأن لا يعبد إلا بما شرع، وقد ترك هذا وصارت عبادة الأكثرين مشوبة بالشرك والبدع، ولكن الله تعالى وله الحمد لم يخل الأرض من قائم له بحججه، وداع إليه على بصيرة، لكيلا تبطل حجج الله وبيناته التي أنزلها على أنبيائه ورسله، فله الحمد والشكر على ذلك.
1 / 20
١ سورة الأنعام آية: ١٥١. ٢ البخاري: بدء الوحي (٧) . ٣ رواه البخاري - في بدء الوحي، في حديث أبي سفيان الطويل. ٤ صحيح: - أخرجه ابن خزيمة (١/٨٢)، والبيهقي (١/٧٦)، والدارقطني (٣/٤٤، ٤٥)، والحاكم (٢/٦١١، ٦١٢) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقال شمس الحق آبادي في التعليق المعنى (٣/٤٤): "رواته كلهم ثقات". وفي الباب: عن مدرك، رواه الطبراني ورجاله ثقات مجمع الزوائد (٦/٢١) وعن شيخ من بني مالك بن كنانة. رواه أحمد (٤/٦٣)، (٥/٣٧١، ٣٧٦) وقال الهيثمي (٦/٢٢): "رجاله رجال الصحيح". ٥ سورة الأنعام آية: ١٥١.
1 / 21
١ البخاري: الأدب (٦٠٠١)، ومسلم: الإيمان (٨٦)، والترمذي: تفسير القرآن (٣١٨٢،٣١٨٣)، والنسائي: تحريم الدم (٤٠١٣،٤٠١٤)، وأبو داود: الطلاق (٢٣١٠)، وأحمد (١/٣٨٠،١/٤٣١) . ٢ سورة الفرقان آية: ٦٩-٧٠. ٣ سورة الأنعام آية: ١٥١. ٤ البخاري: كتاب الديات (٦٨٧٨): باب قول الله تعالى: (أن النفس بالنفس والعين بالعين)، ومسلم: كتاب القسامة (١٦٧٦) (٢٥): باب ما يباح به دم المسلم. ٥ سورة الأنعام آية: ١٥١. ٦ سورة الأنعام آية: ١٥٢.
1 / 22