Fath Carab Li Misr
فتح العرب لمصر
Nau'ikan
في السنة التالية، وهي سنة 629، سار الإمبراطور يقصد الحج إلى بيت المقدس في أول الربيع، وأراد عند ذلك أن يعيد الصليب إلى محله، وكان في هذه الأثناء مودعا في كنيسة أيا صوفيا.
وقد ذكر التاريخ حادثتين في رحلته هذه؛ الأولى: أن بعض المؤرخين يذكرون أنه قد أتى عند ذلك رسول إلى حمص
1 (ويقول بعضهم إلى أذاسة) من قبل النبي محمد، عليه الصلاة والسلام،
2
بكتاب يدعو فيه هرقل إلى الإسلام. ولعل هذه الحادثة لم تقع عند ذلك، بل كانت قبل ذلك في حياة الملك الأعظم «كسرى». وأما الحادثة الثانية فهي أن الإمبراطور عندما بلغ طبرية أرسل إليه يهودها وفدا معهم الهدايا العظيمة يطلبون منه عهدا يضمن لهم السلامة؛ فقد ذكروا ما أتوا من الجرائر في المسيحيين، وخشوا أن يقتاد الإمبراطور منهم، ولكنه من عليهم بالعهد، وكان من حرص اليهود وحيطتهم أن أخذوا منه بذلك العهد كتابا.
وسار الإمبراطور بعد ذلك في سبيله إلى أن لاحت له المدينة المقدسة عن بعد. ومن السهل أن تتصور سير موكبه في خيل تلمع عدتها؛ من حديد يبرق،
3
وألوية على الخيل تخفق، ومن رماة بالنبال، وكماة في يد كل رمحه، وعليه درعه، وقد احتقب كنانته، وفي وسطهم سار هرقل في خاصته،
4
وهم جميعا قطعة تتلألأ من الذهب وزاهي الألوان، حتى إذا ما اقترب من المدينة خرج إليه موكب من القسوس والرهبان، وعلى رأسهم «مودستوس»، يحملون الأناجيل والشموع والمجامر، كما كانت عادتهم في احتفالاتهم، وجاءت من ورائهم جموع كبيرة من الأهلين. وهكذا سار حتى بلغ الباب الذهبي
Shafi da ba'a sani ba