181

Fath Carab Li Misr

فتح العرب لمصر

Nau'ikan

جعل على قمتها قبة من الخشب حوالي سنة 875 للميلاد. وفي ذلك ما يدل على أن هذا البناء لم يكن يعد منارة على سابق عهده، بل صار مرقبا لا يستخدم لغير ذلك، ولكن هذه القبة لم تبق مدة طويلة، ولما أن أزالها الريح أقيم في موضعها مسجد في مدة الملك الكامل. وقد حدث بعد مدة ابن طولون ببضع سنين أن تهدمت إحدى قوائمها من جهة الغرب مما يلي البحر، فبناها خمارويه.

69

وفي القرن الذي بعد ذلك لعشر من رمضان لعام 344 للهجرة (وذلك يوافق الثامن والعشرين من ديسمبر سنة 955 للميلاد)، تهدم نحو ثلاثين ذراعا من قمتها في زلازل شديدة أحس بها الناس في كل بلاد مصر والشام وشمال أفريقيا، وكانت لها هزات عنيفة بقيت تتوالى نحو نصف ساعة.

70

وفي عام 1182 ذكر ابن جبير

71

أنه رأى مسجدا آخر على رأسها. ويقول ذلك الكاتب إن علوها كان نيفا ومائة وخمسين ذراعا. وفي ذلك دلالة على مقدار نقصان البناء عما كان عليه في أول عهده. وبعد ذلك الوقت بنحو أربعين عاما كتب ياقوت وصفا لها، ورسم لها رسما مربعا ك «الحصن»، له طبقة ثانية قصيرة من فوقها قبة صغيرة. واستطرد من ذكر ذلك إلى أن قال: إن أخبار عظم تلك المنارة وما ورد من تعظيم شأنها لم تكن إلا «أكاذيب وتغرير». ولقد كان حكمه ذلك وليد التسرع؛ فالظاهر أنه لم يفطن إلى ما أحدثه الدهر فيها من التغير. ولقد جاء في قوله: «وبحثت عن موضع المرآة فلم أجد له أثرا.» وكيف يرجو أن يراها على مثل ذلك الطلل المتهدم المشوه وهو كل ما كان باقيا في وقت زيارته؟

72

ولكن ما حدث بها من التلف بعد ذلك كان أعظم وأبلغ؛ فقد وصفها كاتب عربي في أيام قلاوون بأنها «طلل بال».

73

Shafi da ba'a sani ba