173

Fath Carab Li Misr

فتح العرب لمصر

Nau'ikan

وكان موضعه في الجهة الشرقية من البناء، وفي أعلاه المدخل، وتدعمه أربعة أعمدة عظيمة في كل جانب اثنان منها، وكان للمدخل أبواب من معدن الشبه .

32

وأما شكل البناء الذي على القمة وترتيبه، فليس من السهل أن ندركه مما بقي لدينا من وصفه، ولكن يلوح لنا أنه كان على ما نحن موردون فيما يلي: فقد كان شكله مستطيلا، طوله خمسمائة ذراع في عرض مائتين وخمسين.

33

ويحيط بأعلى النهد من كل جانب صف من البناء المنيف البديع يتصل في مواضع كثيرة بحرم المعبد، وكان في داخل هذه الجوانب الأربعة من البناء فناء يحيط به صف عريض من الأعمدة، وكان فيه كذلك من الوسط أربعة صفوف من الأعمدة يذهب كل صف منها من وسطه إلى جانب من جوانبه، فكانت هذه الأعمدة على هيئة قريبة من صليب في الوسط يحيط به إطار مستطيل الشكل، ولكن وسط هذا المستطيل، وهو قلب الحصن كله، كان فيه معبد «سرابيس»، وكان من سوء الحظ أن هذا المعبد قد تهدم قبل فتح العرب بمدة طويلة، ولكن لا شك في أنه قد كان بناء من أروع الأبنية وأعظمها. وكان حرمه مستطيلا في وسطه بهو له أعمدة من أثمن المرمر، وكانت جدرانه من الرخام من داخلها وخارجها. وكان في وسط ذلك البهو تمثال عظيم للمعبود «سرابيس» من الخشب الملبس بالذهب والعاج، له ذراعان ممدودتان تكاد كل منهما تلمس الحائط الذي يليها. وكان في يسراه سيف، وتحت يمناه صورة مروعة للأعجوبة «قربروس» لها رءوس ثلاثة: رأس أسد، ورأس كلب، ورأس ذئب. وقد التف حولها جميعا أفعى عظيمة.

34

وكانت تزين المعبد جميعه زينة باهرة من النقوش التي لا تقدر بثمن، وكانت من المرمر والشبه، وكان أظهر ما فيها سلسلة من نقوش تمثل حروب «برسيوس». وكان حول جدران ذلك المعبد صف من جليل الأعمدة تجري موازية لصف الأعمدة المحيطة بالفناء جميعه، وتصلها به الصفوف الأربعة التي على هيئة الصليب، والتي سبق لنا ذكرها، وكانت الأبواب العظيمة التي تحيط بالمعبد لا مثيل لها في الفخامة والجلال. وكانت رءوس الأعمدة من معدن الشبه تغطيه طبقة من الذهب، وأما السقوف فكانت يغطيها الذهب والألوان الزاهية في حين كانت الجدران والأرض من أثمن المرمر.

35

لكن أهم من ذلك كله أن عقود هذا المعبد كانت لها أبواب تفضي إلى حجرات في البناء الأعظم كان في بعضها مكتبة الإسكندرية الكبرى،

36

Shafi da ba'a sani ba