الكلام عن المخطوط ومنهجنا في التحقيق
الكلام عن المخطوط:
المتتبع للمقررات الثابتة لهذا الدين يلحظ العناية الشديدة بالعلم، والحفاوة البالغة بالعلماء. ألا يكفي أن مداد العلماء يوزن بدماء الشهداء. وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم تنزيله: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وكان من نتاج هذا أن انبرت صفوة مختارة من الصالحين تحفظ آثار النبوة وتتبعه بما يحتاج إليه من تفسير وتأويل.
من ذلك تلك المخطوطة التي نقوم بتحقيقها وهي من تسطير شيخ الإِسلام زكريا الأنصاري الذي اعتنى بها أيما اعتناء من ذكر أحاديث الأحكام، وتوثيقها بذكر راوي الحديث ومخرجه ليطمئن المرء إلى صحة الدليل وأتبع ذلك بالكلام عن متن الحديث من بيان الغريب وإيضاح المشكل.
كما كان يجيب على تعارض يخفى فيه وجه الجمع بين الروايات ولا يخفى ما في ذلك من الفوائد.
فبلل الله ثراه بهواطل رحمته، وجمعنا في مستقر جنته.
منهجنا في التحقيق
أولًا: ضبط النص:
قد اعتمدنا في ضبط ذلك الكتاب على نسختين إلا أن النسخة الثانية منسوخة من الأولى لكن تحتفظ بوضوحها وظهور كلامها مما ساعدنا على ضبط نص ذلك الكتاب.
النسخة الأولى وهي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (٩٨) وتقع مسطراتها في واحد وعشرين سطرا وهي بخط نسخ عادي ويقع عدد أوراقها في (١٧٨) ورقة بمقاس (١٥/ ١٩.٥) ويرجع تاريخ نسخها إلى سنة (١٠٨٠) هـ بخط محمَّد بن عمر بن محمَّد بن عثمان.
1 / 22