فهذا وأمثاله لا يفيد إلا معرفة الغريب. فإذا عرف انكشف عن معنى ظاهر. وعامة شعر أبي حزام العكلي من هذا الجنس. ولا تكاد تجد من هذا يقال وبه الثقة. وهذا القسم تجد منه الكثير في شعر أبي تمام كقوله:
أمحمد بن سعيد ادخر الأسى ... فيها رواء الحريوم ظمائه
يقول: اجعل الأسى - وهو من التأسي - ذخرك، واصبر في هذه الرزية فإن الحر يروي يوم عطشه. أي يصبر على محنته حتى يحصل له الثواب والثناء. وفي هذا البيت من التبعيد. إن الألف واللام في الأسى هي التي بمعنى الذي. وتحتاج إلى صلة. يعني: ادخر الأسى التي فيها رواء الحر. وهذا كقولك: ضربت الرجل ضربك، يعني الرجل الذي ضربك. ومثل ذلك أيضًا من شعره كقوله:
أتت النوى دون الهوى فأتى الأسى ... دون الأسى بحرارة لم تبرد
أي حالت النوى بيني وبين من أهواه، وأتى الحزن دون العزاء
1 / 37