بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد المقر له، بالقصور عن حق حمده. العائذ به من التقصير دون بلوغ جهده، الراغب من فضله في المزيد، المستجير به عن التنكر والنكير وصلواته على الصادح بما أمر، القاطع لمن كفر، محمد المختار، وآله الأبرار.
سألت أنالك الله سولك، ويسر لك مأمولك أن أتتبع شعر أبي الطيب المتنبي، فأستخرج منه الأبيات الغامضة وأشرحها شرحًا يأتي على إغرابه وإعرابه، حتى تكون لمعانيها متصورًا، وعلى حل عقدها مقتدرًا. وها أني شمرت لإسعافك بما سألت. إن كان ظنك بعلمي صادقًا، والقدر على ما أرومه موافقًا. وبالله استعين. وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم الوكيل. فأقول:
إن ما يستبهم معانيه على الأذهان من الشعر ثلاثة أضرب. وفي كلها يضرب هذا الديوان بسهم، ويأخذ منه بقسم. وأنا أضع في كتابي هذا لكل نوع منها مثالًا تعرفه. وأدلك على مثله من شعر هذا الفاضل، لتتدرج به إلى ما ترومه، وتتخذه سلمًا إلى ما تعطوا له، ويكون لك
1 / 35