ويذكر عن لقمان قال: العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله (١) . قال عبد الله بن عكيم: سمعت ابن مسعود يقول في دعائه: اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفهما.
قال البخاري: وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر.
قال زين الدين ابن رجب: هذا الأثر لم أقف عليه إلى الآن في غير كتاب البخاري (٢)، وقد روي معناه مرفوعا. وموقوفا على أبي الدرداء. فخرج الترمذي، وابن ماجه من حديث عطية السعدي، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس " (٣) وفي إسناده بعض مقال. وروى ابن ابي الدنيا بإسناد منقطع، عن أبي الدرداء قال: تمام التقوى: أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، حجابا بينه وبين الحرام (٤) .
وإنما ذكر البخاري هذا الأثر في الباب، لأن خصال التقوى هي
_________
(١) " اليقين " لابن أبي الدنيا (ص: ١١٦) .
(٢) وكذا قال الحافظ في " تغيلق التعليق " (٢/٢٤) .
(٣) الترمذي (٢٤٥١)، وابن ماجه (٤٢١٥) .
(٤) انظره في " الزهد " لابن المبارك (ص:١٩) من زوائد نعيم، وراجع " توضيح المشتبه " (٣/٤٤٢) .
1 / 16