الحديث، وتوفي سنة (٧٦٢ هـ)، من تصانيفه: ترتيب كتاب بيان الوهم والإيهام
وسمّاه: " منارة الإسلام "، ورتّب المبهمات على أبواب الفقه، وله شرح على صحيح البخاري، وتعقّبات على المزي، وغيرها (١).
٥ - الإمام العلاّمة جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي، شيخ الشافعية، ولد سنة (٧٠٤ هـ)، وتوفي سنة (٧٧٧ هـ)، له من التصانيف: "طبقات الشافعية" و"المهمات" و"التنقيح" وغيرها (٢).
المبحث السادس: تلامذته
تبين مما تقدّم أنّ الحافظ العراقي بعد أن تبوأ مكان الصدارة في الحديث وعلومه، وأصبح المعوّل عليه في فنونه، بدأت أفواج طلاب الحديث تتقاطر نحوه، ووفود الناهلين من معينه تتجه صوبه، لاسيّما وقد أقرَّ له الجميع بالتفرد بالمعرفة في هذا الباب، لذا كانت فرصة التتلمذ له شيئًا يعدّه الناس من المفاخر، والطلبةُ من الحسنات التي لا تجود بها الأيام دومًا.
والأمر الآخر الذي يستدعي كثرة طلبة الحافظ العراقي كثرة مفرطة، أنه أحيا سنة إملاء الحديث - على عادة المحدّثين - بعد أن كان درس عهدها منذ عهد ابن الصلاح، فأملى مجالس أربت على الأربع مئة مجلس، أتى فيها بفوائد ومستجدات «وكان يمليها من حفظه متقنة مهذّبة محرّرة كثيرة الفوائد الحديثية» على حد تعبير ابن حجر (٣).
لذا فليس من المستغرب أن يبلغوا كثر كاثرة يكاد يستعصي على الباحث سردها، إن لم نقل إنها استعصت فعلًا، فضلًا عن ذكر تراجمهم، ولكن القاعدة تقول: «ما لا
_________
(١) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة ٤/ ٣٥٢، ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني: ١٣٣، طبقات الحفاظ: ٥٣٨.
(٢) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣/ ١٩٨، والدرر الكامنة ٢/ ٤٦٣، وحسن المحاضرة ١/ ٤٢٩.
(٣) المجمع المؤسس ٢٠٠/أ.
1 / 17